مارجرجس والشهداء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأعياد الكنسية

اذهب الى الأسفل

الأعياد الكنسية Empty الأعياد الكنسية

مُساهمة  ابو ماضى الأربعاء مايو 26, 2010 8:01 am

أن الاحتفال بالأعياد السيديه هو جزء من عقيدة الكنيسة الأرثوذكسية وهى بممارسة طقوسها وصلواتها فى هذه الأعياد انما ترتفع ببنيها من الواقع المنظور إلى الدخول فى طقس مجد أعظم روحانى فتتذوق التمتع بالسماء وهى على الأرض حيث تحتفل بأعياد السيد الرب مشتركة مع قديسيه وملائكته ولتلك الأهمية أصدرت الكنيسة سلسلة كتب الأعياد السيديه وقد راعينا أن لا تكون مجرد طقس جاف أو معلومات عقلية ولكنها كتبت بأسلوب ومنهج متميز لتأملات روحية عن العيد السيدى غير متجاهلين الظروف التاريخية أو الطقس لتعبر عن عقيدتها الأرثوذكسية طريق الروحانية العميقة وسوف تجد أيها القارئ العزيز فى هذا الكتاب بعض التأملات الروحية التى كتبت لتحثنا فنشارك بأرواحنا وقلوبنا فى هذا العيد المقدس حتى ندخل فى معية الكنيسة وهى مجتمعة حول الفادى والمخلص والملك المسيح فى موكبه الظافر ، ولكى تكتمل فائدة الكتاب أو جزنا بعض الدراسة عن الهيكل من كتابنا المرشد الجغرافى التاريخى للعهد الجديد ، ليت الرب يستخدمه لفائدة الجميع لنوال بركة هذا العيد المقدس 0 آمين 0الأعياد الكنيسة



لقد أمر الله الشعب منذ القديم بحفظه الأعياد كعيد الفصح ( خر 12: 24، لا 23 : 4 ) وعيد الخمسين أو الحصاد ( خر 23 : 16 ) وغيرها من الأعياد التى كان يحتفل بها شعب اسرائيل ، والسيد المسيح بنفسه قد مارسها بطقوسها فى زمان تجسده على الأرض 0
وان كانت الأعياد التى فرضت على الشعب قديماً بطفوسها ظلا لبركات عهد النعمة ، لذلك أوصت الكنيسة بنيها بحفظ الأعياد بصلاتها وألحانها وطقوسها لنوال بركتها لأن الاشتراك فى العيد هو دخول فى شركة العيد ونوال بركته
وفى مقدمة الأعياد الكنسية الأعياد السيديه وهى الخاصة بالسيد المسيح الذى أنعم علينا بالفداء لذلك فالاحتفال بهذه الأعياد السيديه هو تذكار نوال هبات الله وبركاته التى فاضت على البشرية من خلال تجسده وصلبه وقيامته تلك التى ملأت الكنيسة بغنى رحمة ونعمة ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح ، لذلك فإن الأعياد السيديه لم ترتب لتكون مجرد تذكاراً روحياً أو للتمتع ببعض التأملات الروحية بل لتعيشها فى عمقها فى الروح ونتذوقها من خلال ممارس الطقس الكنسى الذى يرتفع بها ويسمو بنفوسنا لكرامة العيد نفسه 0
وقد مارست الكنيسة منذ عهد الرسل الأطهار الأعياد السيدية وأمرت بنيها أن يحتفلوا بها ورتبت طقوس الاحتفال بها 0وأحد الشعانين هو أحد الأعياد السيديه السبعة الكبيرة ويوافق الاحتفال به الأحد السابع من الصوم الأربعينى المقدس فهو الأحد الذى يسبق عيد القيامة ، وفيه تحتفل الكنيسة بتذكار دخول السيد المسيح الظافر إلى أورشليم قبل الامه ، وللمرة الأخيرة فى حياته على الأرض ، فيه دخل ملك السلام ( ملك ساليم ) إلى مدينته ( أورشليم ) ،دخل فى هذا اليوم ليملك على خشبة ويتوج بإكليل شوك ، دخل ليتمم عمله الكهنوتى كرئيس كهنة بتقديم ذاته ذبيحة ليصنع فداءا أبديا 0
انه عيد جليل لترتفع فيه أصواتنا مع الكنيسة قائلين: (أوصنا فى الأعالى 00مبارك الاتى باسم الرب)
فالأعياد السيديه الكبيرة هى :
البشارة 29 برمهات ــ الميلاد 29 كيهك ــ الغطاس 11طوبه ــ الشعانين الأحد السابع من الصوم ــ القيام اليوم الثامن بعد الشعانين ــ الصعود 00 أربعون القيامة ــ العنصره 00 أربعون القيامة ــ العنصره 00 خمسون القيامة 0
أما الأعياد السيديه الصغيرة فهى :

الختان 6طوبه ــ دخول المسيح الهيكل 8 أمشير ــ دخوله أرض مصر 24 بشنس ــ عرس قانا الجيل 13 طوبه ــ التجلى 13 مسرى ــ خميس العهد00 الخامس بعد الشعانين ــ أحد توما00 ثامن القيامة 0

أحد الشعانين
كلمة شعانين عبرانية من " هو شيعه نان " ومعناها يارب خلص ، ومنها الكلمة اليونانية " أوصنا "
التى استخدمها البشيرون فى الاناجيل وهى الكلمة التى كانت تصرخ بها الجموع فى خروجهم لاستقبال موكب المسيح وهو فى الطريق إلى أورشليم 0 ويسمى أيضاً بأحد السعف وعيد الزيتونة لأن الجموع التى لاقته كانت تحمل سعف النخل وغصون الزيتون المزينة فلذلك تعيد الكنيسة وهى تحمل سعف النخل وع وغصون الزيتون المزينة وهى تستقبل موكب الملك المسيح 0
ومن طقس هذا اليوم أن تقرأ فصول الاناجيل الأربعة فى زوايا الكنيسة الأربعة وأرجائها فى رفع بخور باكر وهى بهذا العمل تعلن انتشار الأناجيل فى أرجاء المسكونة ، ومن طقس الصلاة فى هذا العيد أن تسوده نغمة الفرح فتردد الألحان بطريقة الشعانين المعروفة وهى التى تستخدم فى هذا اليوم وعيد الصليب ، وهى بذلك تبتهج بهذا العيد كقول زكريا النبى :
"ابتهجى يا ابنة صهيون 000
اهتفى يا ابنة أورشليــم 000
هوذا ملكك يأتى إليك 000
وهو عادل ومنصور 000
وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن اتان "

( زك 9: 9 ، 10 )

القراءات الكنيسة للعيد
تدور جميع قراءات هذا اليوم حول عيد الشعانين ، وتتعلق بمراحل خدمة هذا اليوم وهى صلوات عيد الشعانين ، ويليها مباشرة بعد قداس العيد صلاة التجنيز والتى تقام بعد توزيع الأسرار مباشرة 0فمزمور عشية الشعانين ( مز 117 : 25 ، 26) وفيه تقول كلماته : " رتبوا عيداً فى الواصلين إلى قرون المذبح " وذلك المزمور يشير إلى دخول السيد المسيح قرية بيت عنيا والتى أقيم فيها عشاء له ، كما يشير إلى دخول المسيح أورشليم لتسليم ذاته 0
أما انجيل العشية ( يو 12 : 1-11 ) ويقص حادثة زيارة المخلص لبيت عنيا ونبؤته عن الأمه وتكفينه ، إذ أن الاحداث قد صارت قريبة جداً من هذا اليوم 0
وقى مزمور باكر ( مز 67 : 19 ، 23 ) اعلان بركة الله بخلاصه وفدائه " مبارك الرب الاله 0 مبارك الرب يوماً فيوما" لأن فى هذا العيد قد اقترب يوم الصلب 0 وانجيل باكر زيارة المسيح إلى بيت زكا وفى قوله اليوم حصل خلاص لهذا البيت إذ هو أيضاً ابن ابراهيم هو اعلان خلاصه المزمع أن يتممه فى دخوله إلى أورشليم ( لو 19 : 1 – 10 ) ومزمور الانجيل ( مز 80 : 3 ، 1 ، 2) ، ( مز 64 : 1 ،2)
تشير النبوات فيها إلى خروج الجموع لاستقبال المسيح وتسابيحهم له فى هذا اليوم المجيد فتذكر " ابتهجوا بالله معيننا هللوا الإله يعقوب " " لك ينبغى التسبيح يا الله فى صهيون "0
وفى الرسائل المقدسة التى تقرأ فى هذا اليوم إشارة إلى هذا العيد عن أورشليم لاتمام الفداء فيبين القديس بولس فى رسالته ( عب 9 : 11 – 28 ) أن المسيح وقد جاء رئيس كهنة الخيرات العتيدة ، قد دخل مرة واحدة إلى الأقداس 00 بدم نفسه 00 فوجد فداء أبدياً 0
أما الكاثوليكون فيبدأ القديس بطرس رسالته عن ألام المسيح المزمع أن يتممها " فإذ قد تألم المسيح لأجلنا بالجسد " ( 1 بط 4 : 1- 11) 0
وفى قراءات الابركسيس ( اع 28 : 11 – 31 ) اعلان ملكوت لله للعام ، ففى هذا اليوم يدخل الملك إلى مدينته ليدعوا أبناء مملكته لذلك يذكر أعمال الرسل أن " جميع الذين كانوا يدخلون إلى بولس الرسول كان يكرز لهم بملكوت الله "
وفى الأناجيل الأربعة ( مت 21 : 1-17 ) ، ( مر11: 1-11) ، ( لو 19 : 29-48 ) ، ( يو 12 : 12 – 19) قصة هذا العيد فى تفاصيل أحداثها الجميلة ، فتكتمل الصورة الرائعة لهذا الحدث المجيد 0
المسيح ملكنا





لما أتت الساعة ثبت يسوع وجهه للذهاب إلى أورشليم ( لو 9 : 51 ) عندما قال " لا يمكن أن يهلك نبى خارج أورشليم " ( لو 13 : 33 ) ، ومن الواضح أن يسوع قصد أن يكون وصوله إلى أورشليم متزامناً مع موسم عيد الفصح ، و لا شك انه كان يعلم أن المعارضة المتزايدة له ستبلغ قمتها فى العاصمة اليهودية ، ويؤكد كل من البشيرين مرقس ولوقا الخطر الذى توقعه يسوع وتلاميذه نتيجة ذهابه إلى أورشليم ( مر 10 : 32، لو 9 : 51 )
وقد بدأ الأسبوع الأخير بيوم الأحد حيث كان دخوله الظافر إلى أورشليم ( مر 11 : 1-11 ) والطريق من أريحا إلى أورشليم يرتفع 400 متراً بمنحدر طويل أحياناً وشديد الانحدار أخرى ويبلغ حوالى 27كيلو مترا وعلى هذا الطريق كان حديث يسوع عن السامرى الصالح ( لو 10 : 30 ) ، وقد اقترب إلى أورشليم ، وكان دخوله عن طريق بيت فاجى ( مت 21 : 1) وهى ضاحية تقع على المنحدر الجنوبى لجبل الزيتون ، وكانت الألوف المحتشدة تردد :

أوصنا لابن داود000
أوصنا فى الأعالى 000
مبارك الاتى باسم الرب 000

بينما هم يتقدمون الموكب الملكى ، فالملك آتيا إلى مملكته ، وريث داود ( مت 1 : 1) وكان وقت الربيع ويذكر المؤرخ اليهودي يوسيفوس انه تجمعت فى أورشليم فى ذلك الوقت حوالى مليونان ونصف من اليهود ، وكانت تلك الجماهير من اليهود آتيه من كل حدب وصوب من الأماكن القريبة والبعيدة فى أنحاء الاقليم تتجهه إلى أورشليم مدينة الملك داود ، لتقدم ما أمرت به الشريعة ، فقد كان لزاماً على كل يهودى أن يحضر إلى أورشليم للاحتفال بعيد الفصح ، أعظم أعياد اليهود ، وفيه تذكار خلاصهم ( خر 12 ) 00 " وفى الطريق إلى أورشليم تجمعت الألوف حول موكب الملك الآتى إلى المدينة المقدسة ، وفى نفوس متأججة بالحماس كان الذين تقدموا والذين تبعوا يصرخون قائلين " أوصنا 0 مبارك الآتى باسم الرب 0 مباركة مملكة أبينا داود الآتية باسم الرب 0 أوصنا فى الأعالى " ( مر 11 : 9 ، 10 ) وهى تسبحة داود النبى ( مز 17 : 23 – 27 ) عن المسيا الآتى إلى ملكته 0 وقد تزاحمت الجموع وهى تحف بموكب المسيح فإنضم إليهم الجليلين الآتين
إلى العيد وهم يعرفونه جيد فكثيرا ما راوه يسير فى مدنهم وقراهم يشفى المرض ويعلم ، وتزايد الزحام بصورة كبيرة حتى تحول الميل الأخير من المسيره إلى موكب ضخم ، وفى نهاية الرحلة كانت الجموع الغفيرة تحيط به وهم يفرشون الثياب وأغصان الشجر أمامه إذ كان الحجاج قد دخلوا المدينة قبل مجيئه اليها بوقت قليل ، وقد استقبلوه كمسيا المنتظر ( يو 12 : 12 ، زك 9 : 9 ) ومع أن السيد المسيح يعلم ماذا ينتظره فاليهود يريدون أن يقتلوه وقد تزايد حق الرؤساء الكهنة عليه ومع ذلك لم يدخل أورشليم متخفيا لكنه دخل فى موكبه ظاهرا للجميع ليظهر انه بإرادته جاء ليواجه صليبه الذى من أجله جاء إلى العالم 0
حينما اقترب من أورشليم تنباً بخرابها ( لو 13 : 34 ، 35 ، 19 ، 19 : 41 ) وبكى عليها وهو يرثيها " يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المراسلين إليها كم مرة أردت أن أجمع
أولادك00" ( مت 23 : 27 ، 28 ) " انك لو علمت أنت أيضاً حتى فى يومك هذا ما هو لسلامك"
( لو 19 : 41 ) " ولكن الآن قد اخفى عن عينيك فإنه ستأتى أيام يحيط بك اعداؤك بمترسه ويحدقون بك ويحاصرونك من كل جهة وبهدمونك وبنيك فيك ولا يتركون فيك حجراً على حجر لأنك لم تعرفى زمان افتقادك " ( لو 19 : 41 – 44 ) فمدينة لم تلتفت إليه ورؤساءها حنقوا عليه والآن تحققت نبوة حزقيال النبى " فالكاروبيم رفعت أجنحتها والبكرات معها وفارق مجد الرب المدينة ووقف على جبل الزيتون " ( خر 11 : 33 ) ، لذا بكى عليها فى دخوله " فقد جاء إلى خاصته وخاصته لم تقبله " ( يو 1 : 11 ) وكان دخول السيد إلى أورشليم فى موكب ظافر بين أصوات الهتاف حوله حتى أنها وصلت إلى الملايين المتواجدين بالمدينة للاحتفال بعيد الفصح بل وصلت إلى آذان قيافا وحنان رؤساء الكهنة فى الهيكل وأن المدينة ارتجت كلها قائلة من هذا ، " فقالت الجموع هذا يسوع النبى الذى من ناصره الجيل " ( مت 21 : 10 ) وبعد أن عبر وادى قدرون دخل أورشليم فى هذا الموكب واتجه مباشرة إلى الهيكل ( مر 11 : 11) وهناك عبر له التلاميذ عن دهشتهم للحجارة العظيمة التى كانت مازالت باقية من بقايا أساس أسوار الهيكل ، ولأن الوقت قد أمسى خرج يسوع إلى بيت عنيا من اثتى عشر ليفض الليل فيها فلم يكن من السهل ايجاد مكان للمبيت فى أورشليم فى أيام العيد هذه لذلك كان السيد المسيح له المجد يخرج ليبيت خارج المدينة فى جبل الزيتون ثم يعود فى الصباح إلى الهيكل يعلم
المسيح ملكنا جاء اليوم ليملك فى مدينته فوق الصليب الذى أعدته له أمته بل أعد له من السماء لأن من أجل السرور الموضوع أمامه 00 سر أن يستحقه الأب بالحزن 0 فالصليب من مشيئته وقبله طوعا 00 أطاع حتى الموت 00 بإرادته ومسرة الرب بيده تنجح 0 واليوم جاء ليملك فوق تل الجلجثة على خشبة عوض عن العرش الذى يحمله الكاروبيم ملائكته ويمسك فى يمينه قصبه عوضا عن صولجان المجد ويقبل اكليل الشوك بدلا من التاج الملكى لهامته المقدسة ، هذه هى ساعة ملكه وهو يراها واضحة فى دخوله إلى أورشليم وهى الجموع الغفيرة التى تشق أصواتها عنان السماء وهى تهتف مبارك الملك الآتى باسم الرب ، هى نفسها بعد أيام قليلة سوف تصرخ أصلبه 00أصلبه ، وهو لم لم ينزعج لذلك فقد جاء لا ليؤسس مملكة أرضية طالبا ولاء هذه الجموع المتقبلة لكنه جاء ليؤسس مملكته الروحية فى قلوب الناس وملكه على البشرية فهو لم يرتض يوماً أن يصير ملكاً أرضيا ورفض ذلك إذ قال لهم مملكتى ليست من لا تنقرض ( دا 2 : 44) جاء ليهدم مملكة الشيطان ويحرر أولاده من عبوديتهم ، جاء ليهدم بيت القوى وينزع سلاحه ( لو 11 : 22) لذلك فهو يدخل اليوم ظافرا ليملك فى قلوبنا ويفك قيوم عبوديتها ويرفع النير عنا ويطلقنا أحراراً من الخطية التى استعبدنا لها زمانا طويلا ، لذلك نبتهج اليوم بمجيئه وخلاصه ونجرج لننضم إلى موكبه مع الأطفال باسم والتلاميذ الأطهار ونهتف :
مبارك الآتى الرب 00 أوصنا يا ابن دواد 00أوصنا فى الأعالى 0

عادل ومنصور

كان لليهود عقيدة فى ذلك الحين أن المسيح سيكون مجيئه فى قوة واقتدار عظيمين ( أر23 : 5 ، 6 ) وهذا ما دعا الجميع أن تستقبله بهذا التكريم الزائد والحفاوة البالغة بحرارة وحماس شديدين حتى أن الفريسين قال بعضهم لبعض " انظروا أنكم لا تنفعون شيئا هوذا العالم كله قد ذهب وراءه " ( يو 12 : 19 ) 0 لقد كان دخوله فى موكب كمقتدر وظافر فكان يحيط به هؤلاء المرضى الكثيرين الذين شفاهم خاصه هؤلاء الآتين من الجليل فى الشمال ومنهم الاتين من اليهودية ومن أنحاء الاقليم فقد كان طوال سنوات خدمته لا يكف عن صنع المعجزات فقد فتح أعين الكثيرين يتقدمهم المولود أعمى وبارتيماوس وشفى أمراضاً متعددة يتقدمهم المخلع وذو اليد اليابسة ونازفة الدم 00 لقد تمت فيه نبوة أشعياء النبى ( أش 35 : 5 ، 6) ويتقدم الموكب لعازر الذى اقامه من القبر ، كان الجمع ينحنى أمامه وهم يفرشون ثيابهم فى الطريق ويهتفون أمامه أوصنا 00 خلصنا 0 فهو المعلم المقتدر الذى له السلطان ليس على الأمراض والعاهات فقط بل على الموت ايضا وله سلطان كخالق على الطبيعة فهم يذكرون يوم أن امتلأت الشباك بالسمك ويوم أن انتهر الريح والبحر الهائج ومشى على المياه ويوم أن بارك فى السمك والخبزات القليلة التى أشبعت الآلاف ويوم أن حول الماء خمرا فى بداية خدمته فى قانا الجليل ، أنهم يحيطون بموكب المسيا القوى الغالب الذى هربت من أمامه الشياطين وصرخت نحن نعرفك من أنت قدوس الله 0 نعم يا أحبائى فقد قال : رأيت الشيطان ساقطا مثل البرق من السماء ( لو 10 : 17 ) وقال ايضاً الآن رئيس هذا العالم يطرح خارجا 0 اندحرت مملكته وانحل سلطانه أمام سلطان أمام المسيح ، والتلاميذ يتذكرون جيدا شهادة السماء له فى يوم عماده حين كان صاعدا من الماء إذ انشقت السموات وصار صوت الاب هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت 0 وجاء الروح القدس واستقر عليه كما شهد بذلك يوحنا المعمدان وكذا حين أظهر مجد لاهوته على الجبل فى التجلى انه الإله الظاهر فى الجسد الذى له سلطان أن يغفر الخطايا فقد قال للمرأة الخاطئة مغفورة لك خطاياك 000
لقد كان دخوله وسط هؤلاء الذين كانوا يعرفونه جيدا ورأوا معجزاته واقتداره ، لقد داخلا المدينة عادلا ومنصورا ولما اقترب من منحدر جبل الزيتون ابتدأ كل جمهور التلاميذ يفرحون ويسبحون الله بصوت عظيم لأجل جميع القوات التى نظروها ( لو 20 : 38 )0
ملك الســلام
"ابتهجى يا ابنة هوذا ملكك يأتيك "

تبتهج قلوبنا اليوم بدخول ملك السلام فيها فهو اليوم يراه داخلا أورشليم ملك سلام فلم يمتط فرسا مهيئا للحرب والقتال بل أتانا وديعا0 لذلك قيل " واقطع المركبة من إفرايم والفرس من أورشليم وتقطع قوس الحرب ويتكلم بالسلام للأمم " ( زك 9 : 10 ) إذ هو رئيس السلام ، وقد أخبر عنه يعقوب إسرائيل انه " لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتى شيلون ومعناها المسيا وله يكون خضوع شعوب ، رابطا بالكرمة جحشه وبالجفنه ابن اتانه"( تك 49 : 11 )هو ملك ساليم ( أورشليم ) ملك البر والسلام ( عب 7 : 1 ) لقد كانت مسيرته وسط الجموع " وقد قطع كثيرون أعصانا من الشجر وفرشوها فى الطريق " ( مر 11 : 8 ) 0 " وآخرون أخذوا سعف النخل وخرجوا للقائه " ( يو 12 : 12 ) ، انه منظر مدهش أن تخرج هذه الجموع وهى تحمل سعف النخل وأغصان الزيتون كأعلام للسلام وهى تستقبل ملك السلام وهم يعيدون إلى الذاكرة احتفال عيد المظال حيث كانوا يحتفلون به فى ابتهاج وقد أمرت الشريعة " يأخذون لأنفسكم ثمر اشجار بهجة وسعف النخل وأغصان أشجار 00وتفرحون أمام الرب إلهكم 00 تعيدونه عيدا للرب " ( لا 23 : 33 ، 34 ) 0
لقد انحنى الشعب يفرش الأرض بأغصان الشجر أمام الغصن الجيد الذى تحدث عنه أرميا النبى " فى تلك الأيام وفى ذلك الزمان أنبت لدواد غصن البر فيجرى عدلا وبرا فى الأرض "
( أر 33 : 15 ) 0
لم يدخل المسيح أورشليم الا كملك سلام وتمت فيه النبوة " يحمل الجلال ويجلس ويتسلط على كرسيه ويكون كاهنا وتكون مشورة السلام بينهما " ( زك 6 : 13 )
اليوم يدخل المسيح حياتنا ليمنحنا سلامه الذى يفوق كل عقل ، ففى ميلاده رنمت الملائكة أنشودة السلام ، وفى صعوده أعطى الكنيسة السلام واليوم نرنم مع الجموع 00
سلام فى السماء ، ومجد فى الأعالى ( لو 19 : 19 : 39 ) 0
مخلص العالم

كانت الجموع تردد فى أصوات حماسية 00أوصنا يا ابن داود 00 وهى نبوه من المزمور 118 عن المسيح المخلص لذلك تذمر الفريسيون وقالوا له : يا معلم انتهر تلاميذك 0 أجابهم انه أن سكت هؤلاء فالحجارة تصرخ ( لو 19 : 39 ) لأن النبوة تحققت وهذا هو زمان اكتمالها ، أنها صرخة البشرية على لسان هؤلاء المحيطين به قائلين 00 أوصنا 00 خلصنا 00 فهذا هو فرح البشرية بخلاصها 0 الفادى المخلص يتقدم اليوم وصار وأكثر قربا من الصليب ، أنه يتقدم نحو الموت لخلاص العالم ولعل هذا هو السبب أن السيد المسيح ركب أتانا وجحش كرمز لليهود والأمم ، فالاتان والجحش اللذان جلس عليها المخلص يشيران إلى الأمة اليهودية التى كانت شعبه فى القديم 0 والأمم الذين كانوا مرفوضين وبعيدين ( أف 2 : 11 – 15 ) وكانا كلاهما ساقطين ومربوطين فى الخطية لذلك أمر السيد المسيح تلاميذه أن يحلوهما قائلا للتلميذين " حلاهما " 0
أما جلوسه على الاتان والجحش واشاوة إلى ملكه على البشرية ونلاحظ أن التلميذين حل الاتان والجحش وكانا مربوطين خارجا عن الطريق اشارة إلى ارسالية التلاميذ فيما بعد لبشارة الأمم الذين كانوا بعيدين وأن يحلوهم من ربط الشيطان 0 فالأمم كانت عقولهم حيوانية بهيمية
( أى 12 : 11 ) وكانوا خارجين عن طريق البر فدخلوا الايمان كما هو مكتوب " سأدعوا التى ليست شعبى شعبى والتى ليست محبوبة محبوبة " ( هو 1 : 10 ، رو 9 : 5 ) والأمم الذين كانت قلوبهم صلبة مثل الحجر صاروا حجارة حية مقدسة فى بيت الله لذلك قال السيد المسيح أن سكت هؤلاء ( اليهود ) فالحجارة ( الأمم ) تنطق 0
كمال النبوات
لقد كملت نبوات الأنبياء اليوم ، فالمسيح دخل أورشليم كملك وركب على جحشا واتانا ليكمل المكتوب ( زك 9 : 9 ) 0 وركب اتانا وجحشا لم يركبه أحدا من الناس وفى ذلك معنى رمزى يشير إلى أن المسيح هو رئيس لعهد جديد لأن هذا يذكرنا أن البقرتين اللتين لم يعلمهما نير جرتا العجلة الجديدة الموضوع عليها تابوت عهد الله والذى كان بواسطته خلاص الشعب وفيه حضور الله ( 1صم 6 : 10 ) ومن الملاحظ أن الجحش كانت تصحبه أمه وهذا يشير إلى أن القديم يسير بجوار الجديد ، فالجديد لم ينقض القديم أو الناموس لكنه يكمله كما قال الرب : " لا تظنوا أنى جئت لانقض الناموس أو الأنبياء ما جئت لانقض بل لأكمل 00 " ( مت 5 : 17 )
وفى ذلك معنى عميق آخر هو أن البقرتان اللتان لم يعلمهما نير جرتا العجلة الجديدة الموضوع عليها تابوت عهد الله لتدخل إلى أرض الموعد ، وهنا المسيح داخلا إلى مجده ليتمم الخلاص بموته وقيامته المزمع أن يتممه بعد أيام من دخوله الظافر لأورشليم ويفتح لنا أبواب الفردوس الذى ظل مغلقا منذ آدم رأس البشرية 0
وديع ومتواضع
" فى تواضعه من يخبر به 00 " أش 53

كان المسيح وديعا ومتواضعا وقد قال تعلموا منى هذا فقد عاش لا يملك شيئاً 0 اختار أما فقيرة لتكون أما له ، ونسب إلى أب كان يعمل تجاراً ، وولد فى مذود للحيوانات إذ لم يكن له موضع فى البيت وعاش وليس له مكان يسند فيه رأسه 0 كان يستعير بيتا ليستريح فيه 0 أو مكانا ليعظ فيه ، وإذا أراد أن يعبر البحر كان يستعير قاربا ، وفى عشاء الفصح استعار عليه ، وحتى فى موته لم يكن القبر الذى وضع فيه كان يملكه 0
لذلك لم يكن غريبا على تواضعه أن يستعير جحشا واتانا يركبهما ، ولم يكن هناك وسادة مريحة لتوضع فوق ظهر الاتان وانما رضى ببعض ثياب الصيادين من تلاميذه 0
إنها صورة من تواضعه ووداعته ذاك الذى أخلى ذاته من مجده وأخذ صورة عبد ووجد فى الهيئة كأنسان ، تواضع ليرفعنا وتعب ليريحنا وأتى إلينا يدعونا أنه محتاج إلينا 0 فقد قال لتلاميذه رسالة إلى صاحب الجحش " وإن قال لكما أحد شيئا فقولا الرب محتاج إليهما فللوقت يرسلهما "
( مت 21 : 3 ) 0إنه يدعونا فى متواضع ووداعة انه محتاج إلينا ، فقد قال يوما لأمرأة سامرية
إعطنى لأشرب كأن لا يملك وهو الذى قال لها أنه يعطى الماء الحى 0 أن المسيح يرسل التلاميذ بذات الرسالة عينها " الرب محتاج إليك " ، محتاج أن تحمله إلى الآخرين ليعرفوه ومحتاج إليك ليستريح فيك 0
المسيح فصحنا
كانت المرة الأخيرة التى دخل فيها السيد المسيح أورشليم وكان اليوم هو العاشر من نيسان وفيه كان الشعب اليهودى يهتم بشراء خروف الفصح وإبقائه إلى اليوم الرابع عشر من الشهر ليذبح فى المساء بين العشاءين لأن فيه تذكار خلاص الشعب من الملاك المهلك وتحررهم من العبودية 0
" فالرب كلم موسى فى مصر قائلا 00 هكذا كلم نبى إسرائيل أن بشترى كل منهم خروفا حوليا لا عيب فيه ويحفظ عندهم من العاشر فى الهلاك إلى الرابع عشر منه ليذبح عند المساء "
( خر 12 ، 23 : 4 – 8 ) 0
وفى اليوم العاشر من نيسان دخل المسيح حمل الله بارادته وسط حملان الذبائح الداخلة إلى أورشليم فيكون تحت الحفظ أربعة أيام ليصلب فى يوم الجمعة العظيمة ( اكو 5 : 7 ) اليوم الذى يذبح فيه خروف الفصح 0
وهذا ما أخبر به تلاميذه حين قال لهم : قد أتت الساعة ليتمجد أبن الإنسان ، الحق الحق أقول لكم أن لم تقع حبة الحنطة فى الأرض وتمت فهى نبقى وحدها ولكن أن ماتت تأتى بثمر كثير 00 لأجل هذا أتيت إلى هذه الساعة وأنا أن ارتفعت ( على الصليب ) اجذب إلى الجميع قال هذا مشيرا إلى أية ميته كان مزمعا أن يموتها ( يو 12 : 24 – 36 ) 0
وحين دخل السيد هذا اليوم أورشليم تزايد عليه حنق ليكمل تدبير الفداء ويقدم نفسه ذبيحة ، حملا بلا عيب ليطهر ضمائرنا وليبطل الخطية بذبيحة نفسه ( عب 9 : 14 ، 26 ) وفيه وجد أيوب النبى أجابه للسؤال الذى كرره مرتين كيف يتبرر الإنسان 00 ( أى 9 : 22 ، 25 : 4)

الهيكل فى أورشليم
كان صاحب الفكرة فى بناء هيكل للرب هو داود النبى ( 2صم ، 1 مل 5 ) وقد أعد الأموال والمعدات ، ولكنن الذى بناه هو سليمان ابنه ، وقد بناه فوق جبل موريا بأورشليم ( 2صم 24 ) وكان هيكلا عظيما وفخما وكان ذلك قبل المسيح بحوالى ألف سنة 0 وظل الهيكل محتفظا بعظمته ما يقرب من أربعة قرون ( 968 ق 0م _ 587 ق 0 م ) حتى هدمه البابليون بعد أن هاجموا أورشليم وسبوا أهلها ونهبوا كنوز الهيكل ( 2مل 25 ، 2 أخ 36 )0
أما الهيكل الثانى فكان هيكل زربابل الذى بناه فى موقع الأول بعد أن سمح كورش الفارسى لليهود أن يذهبوا إلى أورشليم ويبنون ، فكانوا يرممون القديم ويبنون فوق ما تهدم واستمر بناؤه بين ( 537 ق0م – 515 ق0 م ) وكان البناء أضخم من الأول ولكنه أقل فخامة ( أسفار عزرا ونحميا وزكريا ) وظل هذا الهيكل قائما حوالى خمسة قرون 0
أما الهيكل الثالث وهو الذى كان أيام السيد المسيح وفى هذا الهيكل دخل فيه مرارا وعلم ، وفى هذا اليوم دخله فى موكبه الظافر 0 وكان الهيكل بالنسبة لليهود هو مركز عقيدتهم وبالنسبة لرؤسائهم هو حصنهم المنيع 0
وهذا الهيكل بناه هيرودس وبدأ فى البناء فى السنة الثامنة لحكمه حيث استأذن رعاياه فى إعادة بناء هيكل زربايل بعد أن تداعى البناء وقام بذلك ألفا كاهنا على مدى ثمانية عشر شهرا واستغرق بناؤه سته وأربعين سنة ( يو 2 : 20 ) وتم البناء فى عهد أغر يباس الثانى عام 64 م ، أما اللمسات الأخيرة فقد أمتدت إلى ما قبل حلول الكارثة الأخيرة عام 70 م بستة شهور حين دمر جنود تيطس الرومانى البناء كله ، لتتم نبوة السيد المسيح عنه : " لا يترك حجر الا وينقض " ( مت 24 : 22 )
وكان الهيكل أهم مبانى المدينة المقدسة وكان حسب وصف يوسينيوس المؤرخ اليهودى هو الرواق الخارجى و كان ضعف مساحة أورقة هيكل زربابل ، وبنى جدارنه هيرودس ، وكانت المساحة كما رسمها تشمل الرواق تالخارجى وهو ما يسمى بدار الأمم ويحيط به صفوف من الأعمدة الضخمة وكانت المداخل الرئيسية للرواق تظهر فى الغرب والجنوب ، والوصول إلى الرواق من المدخل الرئيسة الغرب عن طريق بوابة ( كوبنيوس ) ، وتوجد فى الجنوب بوابتا ( هولدا ) 0
أما الأروقة الداخلية فكان الرواق الكبير منها مفتوحا ليهود والأمم على السواء ، فصار مركزا للحياة الصاخبة والأعمال التجارية وكانت الدار الخارجية تزدحم بتجار الماشية والأغنام وباعة الحمام ، وجلس الصيارفة فيها يستبدلون العملات الأممية بشاقل الهيكل لأنه كان لا يجوز تقدمتها فى خزانة الهيكل ، واستغل الصدوقيون وهم المشرفون على الهيكل هذا الموقف ففرضوا ضرائب على التجار وشاركوها فى الأرباح وقد أثروا من ذلك إثراء فاحشا ، وتحول المكان إلى سوق صاخب مما أهدر قدسية الهيكل ، وهذا هو ما جعل السيد المسيح ينتهرهم ويوبخهم بقوله لهم : " بيتى بيت الصلاة يدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص " ( مر 11 : 17 ) 0
أما الهيكل بمعناه الحرفى فكان يبدأ عندما يصل الشخص إلى سلسلة من الجدران والأبنية والأروقة التى تقوم على شرفات متتابعة فى النصف الشمالى للمبنى والجدار العظيم الذى جعل المبنى أشبه بحصن تخترقه تسع بوابات بنيت فوقها بيوت ضخمة من طابقين تشبه الأبراج ، وكانت البوابات أربعا فى الجدار الشمالى وأربعا فى الجنوب ، ووحدة فى الجدار الشرقى ، وكانت الأخيرة أفخمها جميعا ، وكانت هذه البوابة الشرقية هى المخل الرئيسى للهيكل وبنيت من نحاس أصفر كورنث وسميت البوابة الكورنثية ، وغشيت البوابات بالذهب والفضة ، وتدلت فوقها زخارف ضخمة من الذهب فى شكل عنقود العنب 0 وقد تطهرت السيدة العذراء عند أحد هذه البوابات ( لو 2 : 27 ) ، وكانت البوابة الكورنثية تؤدى إلى ( دار النساء ) وهو مكان ذو أعمدة وسمى كذلك لأنه كان كفتوحاً للنساء كما للرجال ، وكان هو مكان التجمع للعبادة الجماهيرية ( لو 1 : 10 ) ، وكان يخصص للسيدات رواق يدور حول الدار ، وكانت المزامير ترنم فى ( دار إسرائيل ) ، وعند درجاتها أخذ السيد المسيح يسأل المعلمين ( مت 21 : 23 ) 0 أما مكان القدس فكان دخوله وقفا على الكهنة دون غيرهم ، وكان السنهدريم يجتمع فى مكان يسمى البلاط وهو غرفة متصلة بالمذبح 0
وكان الهيكل فى شكله العام كتلة متلألئة من الرخام الأبيض وواجهته مغطاة بالذهب وعلى بعد ياردات من المذبح الكبير ، ويؤدى سلم من اثنتى عشر درجة إلى المدخل المغطى الذى يحيط بالمبنى الرئيسى للمعبد ، وكان الهيكل عامة تحفة فى فن هندسته وارتفاعه الشاهق والصلابة التى كانت تتميز بها جدرانه الخارجية ، والثروة الفنية والزخرفة التى تحلت بها المبانى والسقوف التى فوق الأعمدة وقد أضفى جمال شرفاته وأروقته على الهيكل روعة وبهاء
السيد فى هيكله
عندما دخل المسيح أورشليم توجه تواً إلى الهيكل ، بيت أبيه ، كما قالت النبوة " يأتى السيد بغته إلى هيكله ، السيد الذى تطلبونه وملاك العهد الذى تسرون به " ( ملا 3 : 1 ) 0
وفى هذا اليوم لم يفعل المسيح شيئا أكثر من مشاهدة الهيكل والقاء نظره عليه ولما نظر حوله إلى كل شئ إذ كان الوقت قد أمسى خرج إلى بيت عنيا مع الاثنى عشر ليصرف فيها هذه الليلة ( مت 21 : 17 ، ملا 11 :11 ) و حينما عاد فى الغد إلى الهيكل قام وطهر الهيكل بسلطان عظيم كما فعل فى بدء خدمته ( يو 2 : 13 – 17 ) فقد كان الهيكل فى هذه الأيام السابقة لعيد الفصح يزدحم بالناس ودخل المسيح من الباب وكانت الساحة الخارجية فى هذه الأسابيع سوقا لتجارة الحيوانات والطيور التى كانت تشترى لتقديمها كذبائح ، ومكان لصرف العمله الأجنبية التى يجلبها معهم الحجاج من خارج الإقليم واستبدالها بشاقل الهيكل ( خر 30 : 13 ) 0 فقد كانت الشريعة تحرم التداول بأى عمله سوى الشاقل فى دفع الرسوم الدينية والتقدمات 0 وقد شجع الكهنة وأعوانهم هذه السوق وقد عضوا نظرهم عن هذه التعديات وكانوا يثرون من ذلك ثراءا فاحشا ، وحين دخل السيد إلى هيكله قلب موائد الصيافة وساق الحيوانات إلى الخارج ومنع المارة من استخدام ساحات الهيكل كطريق عبور كما هو مكتوب " غيره بيتك أكلتنى " ( مز 69 : 19 ) وكما يقول إشعياء النبى " لا يكون بعد بائع فى بيت رب الجنود "
( أش 56 : 67 ) وكان يعلم بسلطان موبخا إياهم وقائلا : بيتى بيت الصلاة يدعى لجميع الأمم وأنتم جعلتموه مغارة لصوص ( مر 11 : 17 ) 0
يارب يا من دخلت هيكلك فى هذا اليوم وطهرته بغيره محبتك وجلست تعلم فيه ، ليتك تدخل فى داخلى وتطهر القلب بسلطانك تقلب فيه طمع المال والعالم وتخرج الشهوات الحيوانية إلى خارج وتمنع أن تمر فيه أى أفكار لا ترض صلاحك ، وأنت وحدك الذى له السلطان 0
فأرجوك أن تدخل هيكل قلبى فى هذا اليوم فأفرح بهذا العيد حينما تملك فيه وتضئ بتعاليمك المحيية جوانية المظلمة فيصير هذا اليوم لى عيدا مقدسا0
الأستقبال الروحى للعيد


يدخل المسيح فى هذا العيد ملكا ليملك ، ومخلصا ليخلصنا ، يريد أن يطهر قلوبنا ويسكن فيها 0
اليوم يسير فى موكبه بين أحبائه الأبرار القديسين 0 فمن هم الذين فرشوا ثيابهم فى الطريق سوى الذين هم على مثال الشهداء الذين بذلوا أجسادهم وحياتهم من أجله 0
زمن هم الذين زينوا الطريق أمام الرب بأغصان الشجر وسعف النخل سوى القديسين الذين أضاءت فضائلهم بمحبته 0
ومن هم الذين أعطوه الجحش ليجلس عليه كعرش يحمل الملك سوى الذين يقدمون كل يوم حياتهم ورغباتهم ليملك عليها 0
ومن هم الذين دخل الرب هيكلهم سوى الذين يقدمون اليوم قلوبهم طاهرة ليسكن فيها 0 لنصعد فى هذا العيد مع الرب فى موكبه الظافر وسط الرسل والتلاميذ الأطهار والأطفال الأبرار حاملين سعف النخل وأغصان الزيتون 0 نقرش قلوبنا إلى أورشليم السمائية مدينة الملك العظيم حيث مجد الله وهيكله الحى السمائى فنشترك مع قديسيه وملائكته وهم أمام العرش يخدمونه نهاراً وليلاً فى هيكله المقدس والجالس على العرش يحل فوقهم ( رؤ 7 : 15 ) 0

ملحوظة هنا توجد صورة عن الباب الذهبى الضخم المفتوح على الشرق فى القدس ، ويرجع أن يسوع دخل بالقرب منه لما دخل أورشليم 0

صـــلاة
+ أعطيني يا ربى يسوع المسيح القيثارة الحسنة التى لداود النبى ( رؤ 14 : 2 ) لأسبح تسبيح الأطفال ولأهتف معهم فى هذا اليوم 00 وأوصنا لابن داود 00 مبارك الآتى باسم الرب 00 أو صنا فى الأعالى 0
+ علمنى يا رب الأتضاع والوداعة لأنك قلت بفمك المبارك : تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب 0
فأتأمل صعودك إلى أورشليم هكذا متواضعا وليس ذلك غريبا فالاتضاع هو فى جميع أعمالك 0
+ أعطيني يا رب أن أسمع صوتك المحبوب لنفسى : 00 لا تخافى يا أبنة صهيون 00 وقل لكهنتك أن
يحلونى من ربط خطاياى كما قلت لتلاميذك الأطهار أ، يحلوا الجحش والاتان 0
+ ليتنى أقوم اليوم فى هذا العيد وافرش الطريق أمامك مع من فرشوا الثياب فى الطريق وهم الذين
غسلوها وبيضوها فى دم الخروف ( رؤ 7 : 14 ) فأتعلم كيف أزين الطريق أمامك بأعمال المحبة
وسائر الفضائل 0
+ ليتنى أكون باب الهيكل ذلك الباب الملكى الذى دخلت فيه وأنت آتياً إلى أورشليم المدينة المقدسة
( رؤ 21 : 21 ) 0
+ ليتنى أحسب اليوم بين تلك الحجارة الناطقة الكريمة فى هيكلك المقدس ( رؤ 21 : 19 ) 0 وبين
الأساسات المقدسة ( رؤ 21 : 19 )
+ قومى يا نفسى إصعدى مخلصك لأورشليم السمائية ( رؤ 7 : 9- 12 ) وسط هذا الجمع الكثير الذى
لم يستطيع أحد أن يعده من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة الواقفين أمام العرش وأمام
الخروف وهم متسربلون بالثياب البيض وفى أيديهم سعف النخل وهم يصرخون بصوت عظيم قائلين
: الخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللخروف 00 وأسرعى وإسجدى مع الملائكة والقوات
السمائية وإنطقى معهم قائلة :
البركة والمجد والحكمة والشكر والكرامة والقدرة والقوة لإلهنا إلى أبد الآبدين 0 آمين

ابو ماضى
ابو ماضى
مراقب عام المنتدى
مراقب عام المنتدى

عدد المساهمات : 440
تاريخ التسجيل : 23/05/2010
العمر : 51

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى