موقف المماليك من الكنسية القبطية

موقف المماليك من الكنسية القبطية


أتسم عهد السلاطين المماليك بالظلم والخيانة والحقل، وانتشار الجهل والفتق بين المماليك بعضهم وبعض وبينهم وبين رعاياهم، فهم كما عرفنا من احول مختلفة ومستويات متباينة لا تجمعهم أية رشائج أو علاقات ومن ثم كان استمرار وجودهم مرهونا بهذه الخيل من اجل البقاء، أما مصر بشقيها مسلمين وأقباط فهم الذين دفعوا الثمن.
ولما لم يكن لهم ظهير يحميهم كتراث أو أهل أو صحب ظنوا أن العنف والقسوة إنما هي التي توقع خشيتهم في نفوس المصريين وتثبت أقدامهم.
وبسبب السياسة القصية هذه وتعطيل الأعمال لاسيما الزراعة لان معظم الأراضي وأجودها كانت قد نزعت من يد أصحابها أعطيت للأمراء، فأغلقوا أبواب الرزق أمام العامة، فكثر النقر وانتشرت الجريمة وزاد عدد الأوباش والحرافيش خصوصا في مدينة القاهرة.
ولما كثر إقبال على الإسلام خوفا من جهة وحفاظ على وظائفهم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). كانوا هم أيضا وسيلة ضغط على المسلمين بان شددوا عليهم الأحكام وقسوا في تنفيذها، وأصبحوا موضع شكوى المسلمين من جديد ولذلك أصدر السلطان أمرا إلا يبقى منهم أحد في دواوين الحكومة حتى ولو اسلم، وإلا يُكرهوا بعد ذلك على الإسلام منعا للانتقام لأنفسهم عن طريق إسلامهم وتوليهم الوظائف العليا، وإذا اسلم أحد منهم من تلقاء نفسه فلا يبرح باب أحد المساجد، بل يعيش من إحسان المسلمين أهل الخير.

وكان هذا الحكم الصارم موجبا لسمع عامة المسلمين في الأقباط، فهجموا على بيوتهم وخاصة الأغنياء منهم الذين فقدوا جاههم بطردهم من خدمة الحكومة، ولا يستبعد إن يكونوا آسوا معاملة أصاغر المسلمين تشغيا لهم من مكايد غيرهم بالتظاهر بالأبهة والافتخار والظلم.