مارجرجس والشهداء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هل جاء السيد المسيح لليهود فقط

اذهب الى الأسفل

هل جاء السيد المسيح لليهود فقط Empty هل جاء السيد المسيح لليهود فقط

مُساهمة  ابو ماضى الأربعاء مايو 26, 2010 7:50 am

الديانة هي طريق الناس الي الله . تعلمهم معرفة الله و وصاياه . و طريقة عبادتهم له ، و تشرح لهم علاقته به .
لذلك كان لابد للديانة ، اية ديانة ، أن تكون للعالم أجمع . لأن الله للكل . و طريق واحد للجميع .
و هكذا كانت المسيحية . و هكذا أيضا كانت اليهودية قبلها . ففي اليهودية لم يكن الله لليهود فقط ، بل للعالم أجمع . و لكن الأمم ، من غير اليهود ، هم الذين لم يؤمنوا به ، بسبب اندماجهم في عبادتهم الوثنية و تعلقهم بالهة أخري . و لذلك فان كل الذين أقبلوا الي الله من الأمم ، العصر اليهودي ، لم يرفضوا الله بل قبلهم .
و ليس أدل علي هذا من قصة نينوي ، و هي مدينة أممية و ليست يهودية . و قد أرسل الله لها يونان النبي .
و لما تابت نينوي و امنت بمناداة يونان ز قبل الله توبتها و ايمانها ، وقال ليونان | أفلا اشفق أنا علي نينوي المدينة العظيمة ؟ | ( يون 4 : 11 ) . راحاب الأممية التي من أهل أريحا ،و راعوث الأممية التي من الموابيين ، كلاهما قبلهما الله ، و صارتا من جدات المسيح ( مت 1 ) .كذلك دخلت في الايمان ملكة سبأ التي تزوجها سليمان الحكيم ،و انجب منها منيليك كما يقول التقليد الأثيوبي ، و المرأة الكوشية التي تزوجها موسي النبي ( عدد 12 : 1 ) . كما دخل في الايمان بحارة السفينة التي ركبها يونان ( يون 1 : 16 ) . و الأمثلة عديدة في العهد القديم عن قبول الأمم .
أما في العهد الجديد ، فواضح أن المسيحية كانت للعالم أجمع .
فرسالة المسيح هي الخلاص . و الخلاص لكل العالم . و لذلك قيل في الانجيل | هكذا أحب الله العالم .. لكي لا يهلك كل من يؤمن به . بل تكون له الحياة الأبدية | ( يو 3 : 16 ) . ويوحنا المعمدان لما رأي السيد المسيح قال | هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم | ( يو 1 : 29 ) . و هذا ما كرره القديس يوحنا الانجيلي ( 1 يو 2 : 2 ) . و يكفي في فهم رسالة السيد المسيح ، قوله لتلاميذه القديسين :
اذهبوا الي العالم أجمع . و أكرزوا بالانجيل للخليقة كلها ( مر 16 : 16 ) ، وقوله لهم ايضا | اذهبوا و تلمذوا جميع الأمم ، وعمدوهم باسم الاب و الابن و الروح القدس | ( مت 28 : 19 ) ، و قوله لهم كذلك | وتكونون لي شهودا في أورشليم و في كل اليهودية و السامرة ، و الي أقصي الأرض | ( أع 1 : 8 ) . و قد اختار بولس الرسول ، ليحمل اسمه بين الأمم ( غير اليهود ) ،و قال له | ها أنا أرسلك بعيدا الي الأمم | ( أع 22 :11 ) .و قال له ايضا | كما شهدت لي في أورشليم ، ينبغي أن تشهد لي في رومية أيضا | ( أع 23 : 11 ) ز.
و قال عن البشارة بالانجيل | و يكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الأمم | ( مت 24 : 14 ) .
و قد امتدح الرب ايمان قائد المائة الأممي ، قال | لم أجد في اسرائيل كله ايمانا مثل ايمان هذا الرجل | ( مت 8 : 10 ) .و امتدح ايمان المرأة الكنعانية بقوله لها | عظيم هو ايمانك | (مت 15 : 28 ) . و ضرب السيد المسيح مثلا في العمل الطيب بالسامري الصالح و أظهر أنه كان أفضل من الكاهن و اللاوي ( بو 10 : 30 ، 37 ) . و قال | ان أرامل كثيرات كن في اسرائيل في أيام ايليا .. و لم يرسل ايليا الي واحدة منهن ، الا الي أرملة صرفة صيدا | ( لو 4 : 25 ، 26 ) . و بنفس الوضع شفاء نعمان السرياني علي يد أليشع | ( لو 4 : 27 ) .
و سمح الرب بادخال كرنيليوس الأممي الي الايمان .
بل أفاض عليه هو و كل الذين معه موهبة الروح القدس فتكلموا بألسنة ( أع 10 : 46 ) . و سمح الرب لفيلبس أن يعمد الخصي الحبشي ( أع 8 : 27 ،38 ) . و اجتمع مجمع الاباء الرسل في أورشليم ، و تحدثوا عن قبول الأمميين في الايمان و طريقة معاملتهم ( أع 15 ) . و ما كان ممكنا أن يقرروا شيئا ضد مشيئة الرب .
و سفر أعمال الرسل يسجل الكرازة الواسعة بين الأمم .
و كيف نشر الرسل الايمان في اسيا الصغرى و قبرص و اليونان و ايطاليا ، و وصلوا الي أسبانيا ، و غير ذلك من البلاد غير اليهودية . و هكذا انتشرت المسيحية في بلاد العالم أجمع ، و وصلت غلينا نحن وغيرنا .
أما الكرازة لليهود ، فكانت مجرد مقدمة ن مجرد نقطة بدء ، علي اعتبار أن عندهم الشريعة و الرموز و أقوال الأنبياء .
و لكن لم تقل المسيحية مطلقا ، أن الايمان يقتصر علي نقطة البدء هذه و لا يتعداها ..! و قد كرز المسيح أولا وسط خراف بيت اسرائيل الضالة ، وسط أولئك الذين كان لهم الاباء و الأنبياء و عندهم الناموس فرفضوه ، و قال الكتاب :
أما كل الذين قبلوه ، فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله . أي المؤمنون باسمه ( يو 1 : 12 ) . و عبارة | كل الذين قبلوه | لا تعني اليهود فقط . و في الارسالية التدريبية الأولي ، أرسل السيد المسيح تلاميذه لليهود فقط ، لا للأمم و لا للسامريين ، لأنهم ما كانوا يحتملون ذلك في بدء خدمتهم .
كان الأمم يرفضونهم و يحتقرونهم ،و السامريون لا يتعاملون معهم .
بل قد أغلقوا أبوابهم مرة في وجه المسيح نفسه ( لو 9 : 53 ) . و مثل هذا الرفض و هذه المعاملة العدائية من جانب السامريين و الأمم ، ما كانت تناسب الرسل المبتدئين في الخدمة ، لئلا يستصعبوا العمل و يفشلوا فيه .
علي أن السيد المسيح أعد لهم الطريق الي خدمة السامرة .
فبشر المرأة السامرية ، و أهل السامرة ، و قبلوه . و قال لتلاميذه | أنا أرسلتكم لتحصدوا ما لم تتعبوا فيه | ( يو 4 : 38 ) . و قال لهم | لا تبرحوا أورشليم حتي تلبسوا قوة من الأعالي | و لكنكم ستنالون قوة متي حل الروح القدس عليكم . و حينئذ تكونون لي شهودا في أورشليم و كل اليهودية و السامرة و الي أقصي الأرض | ( أع 1 : 8 ) . و نلاحظ هنا التدرج ، الذي أوصل كرازتهم الي أقصي الأرض .و الواضح أن قبول الأمم ( غير اليهود ) كان منذ ميلاد المسيح .
رمز اليه ايمان المجوس ، و تقديمهم هدايا ، و قبول الرب لهم .
ابو ماضى
ابو ماضى
مراقب عام المنتدى
مراقب عام المنتدى

عدد المساهمات : 440
تاريخ التسجيل : 23/05/2010
العمر : 51

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى