مسيح – مسيحيون
صفحة 1 من اصل 1
مسيح – مسيحيون
مسيح – مسيحيون
ترد كلمة " مسيحي " أو " مسيحيين " ثلاث مرات في العهد الجديد ( أع 11: 26، 26: 28، 1بط 4: 16) .ففي الأصحاح الحادي عشر من سفر أعمال الرسل نجد أول استعمال للكلمة حيث نقرأ : " ودُعي التلاميذ مسيحيين في أنطاكية أولاً ، أي المنتمين للمسيح أو أتباع المسيح ، وواضح أن هذا الاسم لم يصدر أساساً عن المسيحيين أنفسهم ، كما لم يطلقه اليهود عل أتباع المسيح الذي كانوا يكرهونه ويضطهدون اتباعه ، بل كانوا يطلقونه على المؤمنين بالرب " شيعة الناصريين " ( أع 24: 5) ، فلابد أن الكلمة سكها الوثنيون من سكان أنطاكية عندما انفصلت الكنيسة عن المجمع اليهودي ، وحلت محل المجمع جماعة كانت غالبيتها من الأمم الذين آمنوا بالمسيح .
أولاً – السماء التي أطلقها الآخرون على المسيحيين :
قام تلاميذ المسيح بالكرازة بالإنجيل بعد قيامة الرب يسوع من الأموات ، وربحوا كثيرين ، وبدأ اليهود يرون في أولئك المؤمنين حركة جديدة ، فأطلقوا عليهم أربعة أسماء ، ليست جميعها من قبيل المديح ، وهذه الأسماء هي :
(1) جليليون : حيث أن يسوع وغالبية تلاميذه كانوا من الجليل ، فكان من الطبيعي أن يُطلق على اتباعه وصف " جليليين ". وقد وصفت الجارية ( في بيت رئيس الكهنة )
بطرس – في أثناء محاكمة الرب يسوع – بأنه " جليلي " (لو 22: 59-انظر أيضاً أع 1: 11، 12: 7) ، وإن كان استخدام الكلمة هنا يحمل مضموناً جغرافياً ، ولكن هناك إشارة أكيدة إلى المسيحيين باسم " الجليليين " في كتابات الفيلسوف الوثني " إبكتتيوس " (epictetus-50؟- 135) الذي تأثر كثيراً باستشهاد المسيحيين من أجل إيمانهم . ومن هنا نرى كيف انتشر الاسم في خلال عقود قليلة حتى بلغ روما حيث كان يعيش
: " إبكتتيوس ".
(2)ناصريون : كان يطلق على الرب يسوع : " يسوع الناصري " أو " يسوع الذي من الناصرة " ( ارجع مثلاً إلى مت 2: 23، 26: 71، مرقس 1: 24، 10: 47..أع 2: 22، 3: 6، 4: 10، 6: 14، 22: 8، 26: 9) ، فكان من الطبيعي أن يطلق على أتباعه اسم " الناصريين " الذي استخدمه الخطيب " ترتلس " أمام فيلكس الوالي ، في اتهامه لبولس بأنه " مقدام شيعة الناصريين " ( أع 24: 5). وبلا شك ، أنه لم يكن يستخدمه من باب المديح ، بل بالحري للتحقير ، ولا نعلم مدى قبول المسيحيين لهذا الاسم ، وإن كان بعض المسيحيين من اليهود والغنوسيين أطلقوا على أنفسهم اسم الناصريين ، ويسمى أحد الأناجيل الأبوكريفية " إنجيل الناصريين " ( يمكن الرجوع إلى مادة " أبوكريفا – الأناجيل " في موضعها من الجزء الأول من " دائرة المعارف الكتابية" ).
(3) أتباع الطريق : لم تكن المسيحية مطلقاً إيماناً مجرداً ، بل كانت طريق حياة . وكانت طريق الحياة الجديدة واضحة جداً أمام من يحيطون بهم ، وللمسيحيين أنفسهم ، لأنهم أصبحوا يتبعون أسلوب حياة الرب يسوع المسيح ، أي طريقة حياته وتعليمه ، وسرعان ما أصبحت كلمة " الطريق " تعني " المسيحيين ". وهكذا أرسل شاول ( الرسول بولس فيما بعد ) إلى دمشق ليلقي القبض على أي أناس يجدهم " من الطريق " ( أع 9: 2). ولعل المسيحيين أنفسهم استخدموا نفس التعبير في وصف أنفسهم ، فقد أشار لوقا إلى الحركة المسيحية بأنها " الطريق " ( أع 19: 9و23، 24: 22) ، وهو الاسم الوحيد الذي استخدمه المسيحيون وغير المسيحيين لوصف الحركة الجديدة.
(1)مسيحيون : كما سبق القول ، كان المؤمنون في أنطاكية هم أول من أطلق عليهم هذا الوصف . فحيث كُرز بالإنجيل للأمم كما لليهود ، ظهر أن المسيحية شيء آخر غير اليهودية ، وأنها ديانة جديدة. وحيث أن المؤمنين كانوا يتحدثون دائماً عن المسيح ، وأطلق عليهم الاسم " مسيحيون " ، ولعلها كانت تنطوي أساساً على نوع من التهكم . ويبدو أن المسيحيين أنفسهم لم يتقبلوا هذا الاسم بصدر رحب في البداية ، ولكنه على توالي الأيام ، التصق بهم وصاروا يعرفون به. وكما سبق القول ، يظهر هذا الاسم ثلاث مرات في العهد الجديد ، فنجد أول استخدامه في أع 11: 26، حين أطلق أولاً على المؤمنين في أنطاكية . وبعد ذلك يقول أغريباس الملك – متهكماً – للرسول بولس : " بقليل تقنعني أن أصير مسيحياً " ( أع 26: 28). ثم يقول الرسول بطرس : " لا يتألم أحدكم كقاتل أو سارق ... ولكن إن كان كمسيحي ، فلا يخجل ، بل يمجد الله "
( 1بط 4: 16). ولا يرد هذا الاسم إلا في القرن الثاني ، إذ كان إغناطيوس الأنطاكي هو أول مسيحي يطلق على المؤمنين أسم " مسيحيين " . كما كتب بلليني ( الحاكم الروماني للمنطقة التي أرس إليها الرسول بطرس رسالته الأولى ) للامبراطور تراجان عن أناس قدموا أمامه بتهمة أنهم " مسيحيون " ، ومنذ ذلك الوقت أصبح المؤمنون بالمسيح يشتهرون بهذا الاسم ، وليس ثمة ما هو أفضل من أن يُسمى المؤمنون بالمسيح باسم " مسيحيين " لإعلان انتمائهم للمسيح وتشبههم بحياته.
ثانياً – الأسماء التى أطلقها المسيحيون على أنفسهم كجماعة : أطلق المسيحيون على أنفسهم بضعة أسماء ، بعضها للأفراد ، والبعض الآخر لهم كجماعة ، فثمة ثلاثة أسماء أطلقت عليهم كلل:
(1)كنيسة : كان يطلق على كل بني إسرائيل – في العهد القديم – اسم " الجماعة"، كمال أن الجماعات التي كانت تعتبر نفسها" إسرائيل الحقيقي " ، استخدمت نفس الكلمة . فقد استخدمها كتبة مخطوطات البحر الميت ( وادي قمران ) ، كما استخدمها المسيحيون الأوائل ، فكثيراً ما أشار المسيحيون إلى أنفسهم باسم " الكنيسة أو الجماعة " أي " جماعة الرب ".
وتطلق كلمة " كنيسة " على جميع المؤمنين بالمسيح في كل العالم ، كما على أي جماعة محلية منهم . ولهذا كثيراً ما يستخدم العهد الجديد كلمة " كنيسة " ( بالمفرد ) للدلالة على الكثير من الجماعات المسيحية معاً ( أع 9: 31، 2كو 1: 1-فكلمة " الكنائس : في أع 9: 31 هي في اليونانية " الكنيسة " بالمفرد – انظر حاشية الكتاب المقدس ذي الشواهد ، وكتاب الحياة ). وقلما تستخدم كلمة " كنائس " ( بالجمع- أع 15: 41، 16: 5). فكل جماعة وكل الجماعات تستمتع بحضور الرب وسطها ( مت 16:18، 18: 17)، فقد اشتراها بدمه ( أع 20: 28).
(2)جمهور : وهي كلمة شبيهة بكلمة " كنيسة " لوصف المسيحيين كجماعة . وكثيراً ما تشير مخطوطات البحر الميت إلى جماعة إسرائيل الحقيقيين بلفظ " الكثيرين " أو الجمهور . كثيراً ما استخدمت هذه الكلمة للإشارة إلى المسيحيين الأوائل ( أع 4: 32، 6: 5، 15: 12) ، كما تظهر في كتابات أكليمندس الروماني ( 96م؟ ) وفي " راعي هرماس " ( القرن الثني الميلادي ) ، ولعلها كانت اختصاراً لعبارة " جمهور الأبرار " أو " جمهور الله " أو ما أشبه. وعندما كان المسيحيون يستخدمون كلمة " الجمهور " كانوا يقصدون بها كل جماعة المسيحيين.
(3)رعية : استخدمت كلمة " رعية " أو " رعية الله " للدلالة على المسيحيين
( أع 20: 28، 1بط 5: 2و3 كما استخدمت في كتابات أكليمندس الروماني ) ، وقد سبق أن جاء في الكتابات اليهودية الأبوكريفية والزائفة ( سفر أخنوخ الأول 90، مزامير سليمان 17: 45) ، كما استخدمها الرب يسوع ( يو 10: 16) ، فأصبحت تطلق على المسيحيين باعتبارهم رعية الله والله هو راعيهم .
ثالثاً – الأسماء التي استخدمها المسيحيون لوصف أنفسهم كأفراد : وثمة تسع كلمات استخدمها المسيحيون الأوائل لوصف أفرادهم :
(1) تلميذ : لقد تبع الرب يسوع جماعة من الرجال والنساء ، كانوا يصغون لأقواله وتعليمه ، ويلاحظون حياته ، ويحاولون الاقتداء به . فباعتباره المعلم ، أُطلق على أتباعه – كما كانت العادة – اسم " تلاميذ " ( مت 10: 1، لو 6: 17، يو 6: 66). وكان أمر الرب يسوع لتلاميذه : " اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم ، وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" (مت 28: 19و20). فكان من المنطقي جداً أن يطلق على المسيحيين الأوائل اسم " تلاميذ يسوع الناصري " أو " التلاميذ " فقط
( أع 6: 1و2و7، 9: 36، 11: 26) لأنهم فكانوا يواصلون تعليمه ، ويحيون حياة الاقتداء به ، فكانوا يبدون كمدرسة أو جماعة حية تمثل تعليم السيد عملياً . وتؤكد لنا رسالة يوحنا الرسول الأولى أن من يحفظون وصايا المسيح هم الذين يحبون الله محبة حقيقية ( 1يو 2: 3-6، 3: 10و11).
(2)عبيد : فخمسة من كتبة أسفار العهد الجديد يصفون أنفسهم بالقول : " عبد
( أو خادم) يسوع المسيح " ( رو 1: 1 ،غل 1: 10، في 1: 1، كو 4: 12، 2تي 2: 24، تي 1: 1، يع 1: 1، 2بط 1: 1، يهوذا 1، رؤ 1: 1). وكثيراً ما تدل كلمة" عبيد " على المسيحيين ، فلماذا يطلق عليهم هذا الوصف ؟ كان الله في العهد القديم يعتبر ملكاً عظيماً ، وكان رعايا الملوك يعتبرون عبيداً لهم إذ كان الملك يستطيع أن يفعل برعاياه كما يشاء ، وقد وجد بنو إسرائيل أنفسهم في نفس العلاقة مع الله فكانوا " عبيده ".
وكثيراً ما تعني عبارة " عبد الملك " أن الشخص يشغل مركزاً مرموقاً في خدمة الملك، فكان يعتبر لقباً مشرفاً . وقد كان موسى نفسه يدعى " عبد الله " ( عد 12: 7و8، رؤ 15: 3) ، فكان لقب " عبد " يدل على الكرامة والخضوع في نفس الوقت . وليس من السهل معرفة المعنى المقصود في كل حالة في العهد الجديد ، فقد يكون الطاعة والخضوع ( 1كو 7: 22، في 2: 7). ولكن في تطبيقه على الكتبة من الرسل ، فالأرجح أن المقصود هو إضفاء الكرامة ، وفي نفس الوقت تدل على الطاعة للمسيح ، فهو قد أمرهم ، وهم أطاعوا ، حيث أن الطاعة كانت صفة مميزة لكل المسيحيين ، فأصبح يطلق على أعضاء الكنيسة " عبيد المسيح ".
(3)مدعوون ومختارون : في العهد القديم ، دعا الله إسرائيل ليكونوا " شعباً مختاراً " ، " مدعواً من الله " . ويقدم لنا العهد الجديد " الرب يسوع " كأسمى " مختار من الله "
( 1بط 2: 4) كنا أن أتباعه " مختارون ومدعون" ( رو 1: 6، 16: 13، كو 3: 12، 2تي 2: 10، 1بط 1: 2، 2يو 1و13، يهوذا 1، رؤ 17: 14، كما نجد نفس المعنى في مت 22: 14). وهذا اللقب يد على المركز المتميز للمسيحيين في خطة الله ، كوارثين لمواعيده ، كما يدل أيضاً على أن مركزهم لا يتوقف على استحقاقهم، فقد اختارهم الله وهم بعد ضعفاء لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً ( رو 5: 6) ، وبذلك تنتفي الكبرياء والافتخار ، لأن الله قد منحهم هذا المركز من نعمته الغنية .
(4)أبرار : الشخص البار هو الذي يقف تقياً نقياً أمام الله ، وكان شخصية بارزة في العهد القديم . ونجد في العهد الجديد الكثير من الآيات المقتبسة من العهد القديم بهذا الخصوص ( حب 2: 4مع رو 1: 17، مز 14: 1مع رو 3: 10، مز 34: 16مع 1بط 3: 12). والرب يسوع هو المثال الأعلى للبر ، بل هو البار الوحيد ( 1بط 3: 18، 1يو 2: 1). وقد أصبح المسيحيون أبراراً في المسيح الذي صار لهم " حكمة من الله وبراً وقداسة وفداء " ( 1كو 1: 30)، ولذلك فإنهم يدعون " أبراراً " ( رو 5: 19، غل 3: 11، 1بط 4: 18، رؤ 22: 11).
(5)قديسون : لقد دعا الرب بني إسرائيل ليكونوا " قديسين " أي مكرسين لله
( خر 22: 31، لا 11: 44). وكان الرب يسوع هو "قدوس الله " (مرقس 1: 24). ونجد خلفية هذا اللقب في نبوة دانيال (7: 18 و21-27- ارجع أيضاً إلى لغة مز 79: 2) ، فالمؤمنون مقدسون في المسيح ( 1كو 1: 2). وكانت كلمة " قديس " عند الرسول بولس من أحب الأسماء للمسيحيين ( رو 1: 7، 8: 27، 12: 13، 15: 25و26و31، 16: 2و15، علاوة على 31مرة أخرى في رسائل الرسول بولس ). كما يرد هذا الاسم أربع عشرة مرة في سفر الرؤيا ، كما يستخدمه آخرون من كتَّاب العهد الجديد ( عب 12: 10، 13: 24، يهوذا 3) . ويفترض هذا الاسم أن يجتهد المسيحيون أن يكونوا مقدسين ( 1تي 4: 3، عب 12: 10، رؤ 22: 11)، فقد انفرزوا لله وصاروا " كهنوتاً مقدساً " ، تركوا طريق العالم ( 1بط 2: 5 و9، 1: 15و16). وعلاوة على ذلك فإنهم أبناء الدهر الآتي الذين سيملكون مع المسيح على الأرض ، فما أمجده من اسم للمؤمنين!
(6)مؤمنون : وهو أمر منطقي أن يسمى من يؤمنون بالرب يسوع المسيح " بالمؤمنين "( وتترجم أحياناً " بالأمناء " ) حيث أن العهد الجديد يشدد على أهمية " الإيمان بالمسيح " ، وهو لا يعني مجرد الإيمان العقلي ، بل تسليم الشخص بجملته للمسيح . فالمسيحيون مدعوون لأن يسلموا حياتهم وذواتهم للرب الذي اشتراهم بدمه. ومع أن أسفار العهد الجديد تشدد على ضرورة الإيمان بالمسيح ، إلا لأنها قلما تطلق على المسيحيين اسم
" مؤمنين " كاسم علم ( أع 4: 32، 10: 45، 19: 18، 1تي 4: 3و12)، ولكن تستخدم نفس الكلمة في مواضع أخرى وصفاً وليس علماً ( كما في أع 2: 44، 15: 5، 18: 27) ، فمعنى كلمة " مؤمن " هو أنه شخص قد آمن إيماناً شخصياً بالرب يسوع وسلَّمه نفسه بالكامل .
(7)أحباء ( أصدقاء ) : فقد دعا الرب يسوع تلاميذه " أحباء " ( لو 12: 4، يو 15: 14و15) ، فكان من الطبيعي أن يدعو المسيحيين بعضهم بعضاً " أحباء " وكانت بعض الجماعات الفلسفية في اليونان ، يدعون أنفسهم بهذا الوصف ، وتترجم نفس الكلمة مرة واحدة إلى " أصدقاء " ( أع 27: 3).
(أخوة ( أخوات ) : هناك دليل قوي على أن اليهود – في زمن المسيح – كانوا يدعون بعضهم البعض " إخوة " ( أع 2: 29و37، 7: 2، 22: 5، 28: 21، رو 9: 3)، فكان من الطبيعي أن يدعو المسيحيون( من اليهود ) بعضهم البعض بنفس هذا اللفظ ، " إخوة " أو أخوات " ، فالكلمة في اليونانية تشمل الذكر والأنثى – أع 1: 15و16، 9: 30، 11: 1). كما كان أعضاء المجتمعات الدينية الأممية ، يدعون أيضاً ( أع 17: 14، رو 1: 13، 1كو 1: 1و10، عشرات المرات في رسائل الرسول بعضهم بعضاً بنفس هذه الكلمة ، لذلك وجد طريقه إلى كنائس الأمم بولس إلى كنائس الأمم). فعلاوة على كلمة " تلميذ " ( في سفر أعمال الرسل ) " وقديسين " ( وهي على الدوام بالجمع – في كتابات الرسول بولس ، وفي سفر الرؤيا ) ، كان لقب " إخوة " أشهر الألقاب المستخدمة بين المسيحيين، بل هو اللقب الوحيد المستخدم في رسالة يعقوب ، وفي رسالة يوحنا الرسول الأولى .
فكل مسيحي كان يعتبر أخاً للمؤمنين ، كما كان المؤمنون كجماعة يدعون " إخوة" ( مت 23: ، وهو لقب يدل على الصلة الوثيقة بين المؤمنين ، فهي كصلة الدم ( بل هي أقرب ، ارجع إلى مرقس 10: 28-31). وتتضمن الكلمة في رسالتي يعقوب ويوحنا الأولى ، أن المسيحيين الفقراء لهم حق عند إخوتهم الذين في حال أفضل (يع 2: 15، 1يو 3: 10-18، 4: 20و21). كما أنها تدل على المساواة بين أعضاء المجتمع المسيحي.
(9)أبناء الله : يشير العهد القديم إلى بني إسرائيل بأنهم أبناء الله ( خر 4: 22، إش 1: 2، هو 11: 1). وإلى الملك – بخاصة – بأنه " ابن الله " (مز 2: 7). وكانت أهم مميزات هذه النبوة ، هي المشابهة " بالآب " ، فلأن الملك يعتبر ابناً لله ، كان عليه أن يقضي بالعدل مثل الله . وامتد استعمال الكلمة ليشمل كل الأبرار لأنهم يسلكون مثل أبيهم ( هو 1: 10). وكان من الطبيعي أن يدعو الرب يسوع كل الذين يسلكون بالبر ، " أبناء الله " أو " أولاد الله " مؤكداً مشابهتهم لله ( مت 5: 9و45، لو 6: 35، 20: 36). وقد استخدمت الكنيسة هذه الكنية لجميع المؤمنين تأكيداً لله أبيهم ( رو 8: 14، 9: 8، أف 5: 1، في 1يو 3: 1و2و10، 5: 1و2).
وليس من الجائز أن يقول شخص إنه من أبناء الله ، متى كان يرتكب الشر . فهذه الكنية تشير إلى أن المسيحيين هم الذين اختارهم الله ليكونوا أبناء له ، أعضاء في عائلته
( يو 1: 12، 11: 52، رو 8: 16-21، غل 3: 26). والفكرتان متكاملتان، فكل من صار عضواً في عائلة الله ، عليه أن يسلك كما يليق بهذه العائلة.
وعبارة " أبناء الله " ترد دائماً في صيغة الجمع عند الإشارة إلى
المؤمنين ، أما في صيغة المفرد فلا تطلق إلا على الرب يسوع المسيح " ابن الله الوحيد".
ترد كلمة " مسيحي " أو " مسيحيين " ثلاث مرات في العهد الجديد ( أع 11: 26، 26: 28، 1بط 4: 16) .ففي الأصحاح الحادي عشر من سفر أعمال الرسل نجد أول استعمال للكلمة حيث نقرأ : " ودُعي التلاميذ مسيحيين في أنطاكية أولاً ، أي المنتمين للمسيح أو أتباع المسيح ، وواضح أن هذا الاسم لم يصدر أساساً عن المسيحيين أنفسهم ، كما لم يطلقه اليهود عل أتباع المسيح الذي كانوا يكرهونه ويضطهدون اتباعه ، بل كانوا يطلقونه على المؤمنين بالرب " شيعة الناصريين " ( أع 24: 5) ، فلابد أن الكلمة سكها الوثنيون من سكان أنطاكية عندما انفصلت الكنيسة عن المجمع اليهودي ، وحلت محل المجمع جماعة كانت غالبيتها من الأمم الذين آمنوا بالمسيح .
أولاً – السماء التي أطلقها الآخرون على المسيحيين :
قام تلاميذ المسيح بالكرازة بالإنجيل بعد قيامة الرب يسوع من الأموات ، وربحوا كثيرين ، وبدأ اليهود يرون في أولئك المؤمنين حركة جديدة ، فأطلقوا عليهم أربعة أسماء ، ليست جميعها من قبيل المديح ، وهذه الأسماء هي :
(1) جليليون : حيث أن يسوع وغالبية تلاميذه كانوا من الجليل ، فكان من الطبيعي أن يُطلق على اتباعه وصف " جليليين ". وقد وصفت الجارية ( في بيت رئيس الكهنة )
بطرس – في أثناء محاكمة الرب يسوع – بأنه " جليلي " (لو 22: 59-انظر أيضاً أع 1: 11، 12: 7) ، وإن كان استخدام الكلمة هنا يحمل مضموناً جغرافياً ، ولكن هناك إشارة أكيدة إلى المسيحيين باسم " الجليليين " في كتابات الفيلسوف الوثني " إبكتتيوس " (epictetus-50؟- 135) الذي تأثر كثيراً باستشهاد المسيحيين من أجل إيمانهم . ومن هنا نرى كيف انتشر الاسم في خلال عقود قليلة حتى بلغ روما حيث كان يعيش
: " إبكتتيوس ".
(2)ناصريون : كان يطلق على الرب يسوع : " يسوع الناصري " أو " يسوع الذي من الناصرة " ( ارجع مثلاً إلى مت 2: 23، 26: 71، مرقس 1: 24، 10: 47..أع 2: 22، 3: 6، 4: 10، 6: 14، 22: 8، 26: 9) ، فكان من الطبيعي أن يطلق على أتباعه اسم " الناصريين " الذي استخدمه الخطيب " ترتلس " أمام فيلكس الوالي ، في اتهامه لبولس بأنه " مقدام شيعة الناصريين " ( أع 24: 5). وبلا شك ، أنه لم يكن يستخدمه من باب المديح ، بل بالحري للتحقير ، ولا نعلم مدى قبول المسيحيين لهذا الاسم ، وإن كان بعض المسيحيين من اليهود والغنوسيين أطلقوا على أنفسهم اسم الناصريين ، ويسمى أحد الأناجيل الأبوكريفية " إنجيل الناصريين " ( يمكن الرجوع إلى مادة " أبوكريفا – الأناجيل " في موضعها من الجزء الأول من " دائرة المعارف الكتابية" ).
(3) أتباع الطريق : لم تكن المسيحية مطلقاً إيماناً مجرداً ، بل كانت طريق حياة . وكانت طريق الحياة الجديدة واضحة جداً أمام من يحيطون بهم ، وللمسيحيين أنفسهم ، لأنهم أصبحوا يتبعون أسلوب حياة الرب يسوع المسيح ، أي طريقة حياته وتعليمه ، وسرعان ما أصبحت كلمة " الطريق " تعني " المسيحيين ". وهكذا أرسل شاول ( الرسول بولس فيما بعد ) إلى دمشق ليلقي القبض على أي أناس يجدهم " من الطريق " ( أع 9: 2). ولعل المسيحيين أنفسهم استخدموا نفس التعبير في وصف أنفسهم ، فقد أشار لوقا إلى الحركة المسيحية بأنها " الطريق " ( أع 19: 9و23، 24: 22) ، وهو الاسم الوحيد الذي استخدمه المسيحيون وغير المسيحيين لوصف الحركة الجديدة.
(1)مسيحيون : كما سبق القول ، كان المؤمنون في أنطاكية هم أول من أطلق عليهم هذا الوصف . فحيث كُرز بالإنجيل للأمم كما لليهود ، ظهر أن المسيحية شيء آخر غير اليهودية ، وأنها ديانة جديدة. وحيث أن المؤمنين كانوا يتحدثون دائماً عن المسيح ، وأطلق عليهم الاسم " مسيحيون " ، ولعلها كانت تنطوي أساساً على نوع من التهكم . ويبدو أن المسيحيين أنفسهم لم يتقبلوا هذا الاسم بصدر رحب في البداية ، ولكنه على توالي الأيام ، التصق بهم وصاروا يعرفون به. وكما سبق القول ، يظهر هذا الاسم ثلاث مرات في العهد الجديد ، فنجد أول استخدامه في أع 11: 26، حين أطلق أولاً على المؤمنين في أنطاكية . وبعد ذلك يقول أغريباس الملك – متهكماً – للرسول بولس : " بقليل تقنعني أن أصير مسيحياً " ( أع 26: 28). ثم يقول الرسول بطرس : " لا يتألم أحدكم كقاتل أو سارق ... ولكن إن كان كمسيحي ، فلا يخجل ، بل يمجد الله "
( 1بط 4: 16). ولا يرد هذا الاسم إلا في القرن الثاني ، إذ كان إغناطيوس الأنطاكي هو أول مسيحي يطلق على المؤمنين أسم " مسيحيين " . كما كتب بلليني ( الحاكم الروماني للمنطقة التي أرس إليها الرسول بطرس رسالته الأولى ) للامبراطور تراجان عن أناس قدموا أمامه بتهمة أنهم " مسيحيون " ، ومنذ ذلك الوقت أصبح المؤمنون بالمسيح يشتهرون بهذا الاسم ، وليس ثمة ما هو أفضل من أن يُسمى المؤمنون بالمسيح باسم " مسيحيين " لإعلان انتمائهم للمسيح وتشبههم بحياته.
ثانياً – الأسماء التى أطلقها المسيحيون على أنفسهم كجماعة : أطلق المسيحيون على أنفسهم بضعة أسماء ، بعضها للأفراد ، والبعض الآخر لهم كجماعة ، فثمة ثلاثة أسماء أطلقت عليهم كلل:
(1)كنيسة : كان يطلق على كل بني إسرائيل – في العهد القديم – اسم " الجماعة"، كمال أن الجماعات التي كانت تعتبر نفسها" إسرائيل الحقيقي " ، استخدمت نفس الكلمة . فقد استخدمها كتبة مخطوطات البحر الميت ( وادي قمران ) ، كما استخدمها المسيحيون الأوائل ، فكثيراً ما أشار المسيحيون إلى أنفسهم باسم " الكنيسة أو الجماعة " أي " جماعة الرب ".
وتطلق كلمة " كنيسة " على جميع المؤمنين بالمسيح في كل العالم ، كما على أي جماعة محلية منهم . ولهذا كثيراً ما يستخدم العهد الجديد كلمة " كنيسة " ( بالمفرد ) للدلالة على الكثير من الجماعات المسيحية معاً ( أع 9: 31، 2كو 1: 1-فكلمة " الكنائس : في أع 9: 31 هي في اليونانية " الكنيسة " بالمفرد – انظر حاشية الكتاب المقدس ذي الشواهد ، وكتاب الحياة ). وقلما تستخدم كلمة " كنائس " ( بالجمع- أع 15: 41، 16: 5). فكل جماعة وكل الجماعات تستمتع بحضور الرب وسطها ( مت 16:18، 18: 17)، فقد اشتراها بدمه ( أع 20: 28).
(2)جمهور : وهي كلمة شبيهة بكلمة " كنيسة " لوصف المسيحيين كجماعة . وكثيراً ما تشير مخطوطات البحر الميت إلى جماعة إسرائيل الحقيقيين بلفظ " الكثيرين " أو الجمهور . كثيراً ما استخدمت هذه الكلمة للإشارة إلى المسيحيين الأوائل ( أع 4: 32، 6: 5، 15: 12) ، كما تظهر في كتابات أكليمندس الروماني ( 96م؟ ) وفي " راعي هرماس " ( القرن الثني الميلادي ) ، ولعلها كانت اختصاراً لعبارة " جمهور الأبرار " أو " جمهور الله " أو ما أشبه. وعندما كان المسيحيون يستخدمون كلمة " الجمهور " كانوا يقصدون بها كل جماعة المسيحيين.
(3)رعية : استخدمت كلمة " رعية " أو " رعية الله " للدلالة على المسيحيين
( أع 20: 28، 1بط 5: 2و3 كما استخدمت في كتابات أكليمندس الروماني ) ، وقد سبق أن جاء في الكتابات اليهودية الأبوكريفية والزائفة ( سفر أخنوخ الأول 90، مزامير سليمان 17: 45) ، كما استخدمها الرب يسوع ( يو 10: 16) ، فأصبحت تطلق على المسيحيين باعتبارهم رعية الله والله هو راعيهم .
ثالثاً – الأسماء التي استخدمها المسيحيون لوصف أنفسهم كأفراد : وثمة تسع كلمات استخدمها المسيحيون الأوائل لوصف أفرادهم :
(1) تلميذ : لقد تبع الرب يسوع جماعة من الرجال والنساء ، كانوا يصغون لأقواله وتعليمه ، ويلاحظون حياته ، ويحاولون الاقتداء به . فباعتباره المعلم ، أُطلق على أتباعه – كما كانت العادة – اسم " تلاميذ " ( مت 10: 1، لو 6: 17، يو 6: 66). وكان أمر الرب يسوع لتلاميذه : " اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم ، وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" (مت 28: 19و20). فكان من المنطقي جداً أن يطلق على المسيحيين الأوائل اسم " تلاميذ يسوع الناصري " أو " التلاميذ " فقط
( أع 6: 1و2و7، 9: 36، 11: 26) لأنهم فكانوا يواصلون تعليمه ، ويحيون حياة الاقتداء به ، فكانوا يبدون كمدرسة أو جماعة حية تمثل تعليم السيد عملياً . وتؤكد لنا رسالة يوحنا الرسول الأولى أن من يحفظون وصايا المسيح هم الذين يحبون الله محبة حقيقية ( 1يو 2: 3-6، 3: 10و11).
(2)عبيد : فخمسة من كتبة أسفار العهد الجديد يصفون أنفسهم بالقول : " عبد
( أو خادم) يسوع المسيح " ( رو 1: 1 ،غل 1: 10، في 1: 1، كو 4: 12، 2تي 2: 24، تي 1: 1، يع 1: 1، 2بط 1: 1، يهوذا 1، رؤ 1: 1). وكثيراً ما تدل كلمة" عبيد " على المسيحيين ، فلماذا يطلق عليهم هذا الوصف ؟ كان الله في العهد القديم يعتبر ملكاً عظيماً ، وكان رعايا الملوك يعتبرون عبيداً لهم إذ كان الملك يستطيع أن يفعل برعاياه كما يشاء ، وقد وجد بنو إسرائيل أنفسهم في نفس العلاقة مع الله فكانوا " عبيده ".
وكثيراً ما تعني عبارة " عبد الملك " أن الشخص يشغل مركزاً مرموقاً في خدمة الملك، فكان يعتبر لقباً مشرفاً . وقد كان موسى نفسه يدعى " عبد الله " ( عد 12: 7و8، رؤ 15: 3) ، فكان لقب " عبد " يدل على الكرامة والخضوع في نفس الوقت . وليس من السهل معرفة المعنى المقصود في كل حالة في العهد الجديد ، فقد يكون الطاعة والخضوع ( 1كو 7: 22، في 2: 7). ولكن في تطبيقه على الكتبة من الرسل ، فالأرجح أن المقصود هو إضفاء الكرامة ، وفي نفس الوقت تدل على الطاعة للمسيح ، فهو قد أمرهم ، وهم أطاعوا ، حيث أن الطاعة كانت صفة مميزة لكل المسيحيين ، فأصبح يطلق على أعضاء الكنيسة " عبيد المسيح ".
(3)مدعوون ومختارون : في العهد القديم ، دعا الله إسرائيل ليكونوا " شعباً مختاراً " ، " مدعواً من الله " . ويقدم لنا العهد الجديد " الرب يسوع " كأسمى " مختار من الله "
( 1بط 2: 4) كنا أن أتباعه " مختارون ومدعون" ( رو 1: 6، 16: 13، كو 3: 12، 2تي 2: 10، 1بط 1: 2، 2يو 1و13، يهوذا 1، رؤ 17: 14، كما نجد نفس المعنى في مت 22: 14). وهذا اللقب يد على المركز المتميز للمسيحيين في خطة الله ، كوارثين لمواعيده ، كما يدل أيضاً على أن مركزهم لا يتوقف على استحقاقهم، فقد اختارهم الله وهم بعد ضعفاء لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً ( رو 5: 6) ، وبذلك تنتفي الكبرياء والافتخار ، لأن الله قد منحهم هذا المركز من نعمته الغنية .
(4)أبرار : الشخص البار هو الذي يقف تقياً نقياً أمام الله ، وكان شخصية بارزة في العهد القديم . ونجد في العهد الجديد الكثير من الآيات المقتبسة من العهد القديم بهذا الخصوص ( حب 2: 4مع رو 1: 17، مز 14: 1مع رو 3: 10، مز 34: 16مع 1بط 3: 12). والرب يسوع هو المثال الأعلى للبر ، بل هو البار الوحيد ( 1بط 3: 18، 1يو 2: 1). وقد أصبح المسيحيون أبراراً في المسيح الذي صار لهم " حكمة من الله وبراً وقداسة وفداء " ( 1كو 1: 30)، ولذلك فإنهم يدعون " أبراراً " ( رو 5: 19، غل 3: 11، 1بط 4: 18، رؤ 22: 11).
(5)قديسون : لقد دعا الرب بني إسرائيل ليكونوا " قديسين " أي مكرسين لله
( خر 22: 31، لا 11: 44). وكان الرب يسوع هو "قدوس الله " (مرقس 1: 24). ونجد خلفية هذا اللقب في نبوة دانيال (7: 18 و21-27- ارجع أيضاً إلى لغة مز 79: 2) ، فالمؤمنون مقدسون في المسيح ( 1كو 1: 2). وكانت كلمة " قديس " عند الرسول بولس من أحب الأسماء للمسيحيين ( رو 1: 7، 8: 27، 12: 13، 15: 25و26و31، 16: 2و15، علاوة على 31مرة أخرى في رسائل الرسول بولس ). كما يرد هذا الاسم أربع عشرة مرة في سفر الرؤيا ، كما يستخدمه آخرون من كتَّاب العهد الجديد ( عب 12: 10، 13: 24، يهوذا 3) . ويفترض هذا الاسم أن يجتهد المسيحيون أن يكونوا مقدسين ( 1تي 4: 3، عب 12: 10، رؤ 22: 11)، فقد انفرزوا لله وصاروا " كهنوتاً مقدساً " ، تركوا طريق العالم ( 1بط 2: 5 و9، 1: 15و16). وعلاوة على ذلك فإنهم أبناء الدهر الآتي الذين سيملكون مع المسيح على الأرض ، فما أمجده من اسم للمؤمنين!
(6)مؤمنون : وهو أمر منطقي أن يسمى من يؤمنون بالرب يسوع المسيح " بالمؤمنين "( وتترجم أحياناً " بالأمناء " ) حيث أن العهد الجديد يشدد على أهمية " الإيمان بالمسيح " ، وهو لا يعني مجرد الإيمان العقلي ، بل تسليم الشخص بجملته للمسيح . فالمسيحيون مدعوون لأن يسلموا حياتهم وذواتهم للرب الذي اشتراهم بدمه. ومع أن أسفار العهد الجديد تشدد على ضرورة الإيمان بالمسيح ، إلا لأنها قلما تطلق على المسيحيين اسم
" مؤمنين " كاسم علم ( أع 4: 32، 10: 45، 19: 18، 1تي 4: 3و12)، ولكن تستخدم نفس الكلمة في مواضع أخرى وصفاً وليس علماً ( كما في أع 2: 44، 15: 5، 18: 27) ، فمعنى كلمة " مؤمن " هو أنه شخص قد آمن إيماناً شخصياً بالرب يسوع وسلَّمه نفسه بالكامل .
(7)أحباء ( أصدقاء ) : فقد دعا الرب يسوع تلاميذه " أحباء " ( لو 12: 4، يو 15: 14و15) ، فكان من الطبيعي أن يدعو المسيحيين بعضهم بعضاً " أحباء " وكانت بعض الجماعات الفلسفية في اليونان ، يدعون أنفسهم بهذا الوصف ، وتترجم نفس الكلمة مرة واحدة إلى " أصدقاء " ( أع 27: 3).
(أخوة ( أخوات ) : هناك دليل قوي على أن اليهود – في زمن المسيح – كانوا يدعون بعضهم البعض " إخوة " ( أع 2: 29و37، 7: 2، 22: 5، 28: 21، رو 9: 3)، فكان من الطبيعي أن يدعو المسيحيون( من اليهود ) بعضهم البعض بنفس هذا اللفظ ، " إخوة " أو أخوات " ، فالكلمة في اليونانية تشمل الذكر والأنثى – أع 1: 15و16، 9: 30، 11: 1). كما كان أعضاء المجتمعات الدينية الأممية ، يدعون أيضاً ( أع 17: 14، رو 1: 13، 1كو 1: 1و10، عشرات المرات في رسائل الرسول بعضهم بعضاً بنفس هذه الكلمة ، لذلك وجد طريقه إلى كنائس الأمم بولس إلى كنائس الأمم). فعلاوة على كلمة " تلميذ " ( في سفر أعمال الرسل ) " وقديسين " ( وهي على الدوام بالجمع – في كتابات الرسول بولس ، وفي سفر الرؤيا ) ، كان لقب " إخوة " أشهر الألقاب المستخدمة بين المسيحيين، بل هو اللقب الوحيد المستخدم في رسالة يعقوب ، وفي رسالة يوحنا الرسول الأولى .
فكل مسيحي كان يعتبر أخاً للمؤمنين ، كما كان المؤمنون كجماعة يدعون " إخوة" ( مت 23: ، وهو لقب يدل على الصلة الوثيقة بين المؤمنين ، فهي كصلة الدم ( بل هي أقرب ، ارجع إلى مرقس 10: 28-31). وتتضمن الكلمة في رسالتي يعقوب ويوحنا الأولى ، أن المسيحيين الفقراء لهم حق عند إخوتهم الذين في حال أفضل (يع 2: 15، 1يو 3: 10-18، 4: 20و21). كما أنها تدل على المساواة بين أعضاء المجتمع المسيحي.
(9)أبناء الله : يشير العهد القديم إلى بني إسرائيل بأنهم أبناء الله ( خر 4: 22، إش 1: 2، هو 11: 1). وإلى الملك – بخاصة – بأنه " ابن الله " (مز 2: 7). وكانت أهم مميزات هذه النبوة ، هي المشابهة " بالآب " ، فلأن الملك يعتبر ابناً لله ، كان عليه أن يقضي بالعدل مثل الله . وامتد استعمال الكلمة ليشمل كل الأبرار لأنهم يسلكون مثل أبيهم ( هو 1: 10). وكان من الطبيعي أن يدعو الرب يسوع كل الذين يسلكون بالبر ، " أبناء الله " أو " أولاد الله " مؤكداً مشابهتهم لله ( مت 5: 9و45، لو 6: 35، 20: 36). وقد استخدمت الكنيسة هذه الكنية لجميع المؤمنين تأكيداً لله أبيهم ( رو 8: 14، 9: 8، أف 5: 1، في 1يو 3: 1و2و10، 5: 1و2).
وليس من الجائز أن يقول شخص إنه من أبناء الله ، متى كان يرتكب الشر . فهذه الكنية تشير إلى أن المسيحيين هم الذين اختارهم الله ليكونوا أبناء له ، أعضاء في عائلته
( يو 1: 12، 11: 52، رو 8: 16-21، غل 3: 26). والفكرتان متكاملتان، فكل من صار عضواً في عائلة الله ، عليه أن يسلك كما يليق بهذه العائلة.
وعبارة " أبناء الله " ترد دائماً في صيغة الجمع عند الإشارة إلى
المؤمنين ، أما في صيغة المفرد فلا تطلق إلا على الرب يسوع المسيح " ابن الله الوحيد".
ابو ماضى- مراقب عام المنتدى
- عدد المساهمات : 440
تاريخ التسجيل : 23/05/2010
العمر : 51
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى