الأبيونية
3 مشترك
مارجرجس والشهداء :: الثاتية :: المزامير :: السنكسار :: الثالثة :: أديرة وكنائس سياحة مسيحية
صفحة 1 من اصل 1
الأبيونية
وهي مشتقة من كلمة معناها " المساكين " . وكان الأبيونيون مذهباً هرطوقياً كما جاء في أقوال الآباء الأولين . أما من جهة آرائهم - كما من جهة آراء أغلب المذاهب الهرطوقية في العصور الأولى - فكل ما نعلمه عنهم هو ما جاء بأقوال معارضيهم . ولم يكن هؤلاء المعارضون يعنون عناية كافية بالدراسة الدقيقة لآراء من هاجموهم . وتزداد الصعوبة بالنسبة للأبيونيين لوجود شك فيمن هم المقصودون بهذا الاسم ، فقد كان الاسم يطلق على جميع المسيحيين من اليهود بدون النظر إلى آرائهم ، وفي بعض الأحيان كان يطلق على طائفة قريبة من الغنوسيين الذين لم يعترفوا إلا بأصل بشري للرب يسوع المسيح .
ونوجد بعض الكتابات - مثل كتابات أكليمندس السكندري - جاء بها بعض أقوال الآباء عن آراء هذه الطائفة ، ولكن لوجود بعض الاختلافات في هذه الأقوال ، أصبح من العسير تحديد هذه الآراء على وجه الدقة . كما توجد بعض الكتب الأبوكريفية التي بها ما يشبه الأبيونية . وما وصلنا من إنجيل العبرانيين - وهو الإنجيل الوحيد الذي قبله الأبيونيون - يعطينا صورة عن آرائهم . ولم يصلنا من هذا الإنجيل إلا بعض المقتطفات المتفرقة التي لا نعلم مدى دقتها . كما يجب أن نذكر أنه لايمكن أن يستمر مذهب قروناً عديدة في ظروف متغيرة دون أن يتعرض لتطورات .
أولاً - أصل الاسم : يظن ترتليان وأبيفانيوس وغيرهم من الآباء أن هذا الاسم مشتق من اسم شخص اسمه أبيون أو أهبيون ، ولكن المرجح الآن أن هذا ليس صحيحاً ، فلا يوجد أي أثر أو ذكر لشخص بهذا الاسم ، ويبدو أن اسم الأبيونيين ومعناه " المساكين " مأخوذ عن أول التطويبات ( مت 5 : 3 ) على أساس أنهم امتداد - في العهد الجديــــــــــــــــــــد - " للمساكين والفقراء " الوارد ذكرهم في المزامير ( مثل مز 69 : 33 ، 70 : 5 ، 74 : 2 ) ، وشبيه بهذا اطلاق الجماعات البروتستنتية - قبل حركة الإصلاح ، في القرنين الثاني عشر والثالث عشر في فرنسا - على أنفسهم اسم " الفقراء " ( أو " فقراء ليون ") . كما أن ما جاء برسالة يعقوب ( 2 : 5 ) " أما اختار الله فقراء هذا العالم أغنياء في الإيمان … " قد يبرر المسيحيين من اليهود في إطلاق هذا الاسم على أنفسهم .
وقد مال البعض إلى اعتبار أن الاسم قد أطلقه عليهم معارضوهـــــــم للدلالة على " فقر آرائهم " .
ثانياً - مصادر المعرفة بآراء الأبيونيين : إن المراجع الرئيسية - كما سبق القول - هي ماجاء بكتابات إيريناوس وترتليان وهيبوليتس :
1-إيريناوس وترتليان وهيبوليتس : كان أهم ما يميز الأبيونيين ، في نظرهم :
(أ)وهو جانب سلبي - أنهم لم يفرقوا - مثلما كان يفعل غيرهم من الغنوسيين - بين الله الأسمى وبين خالق العالم - الديمرج - الذي كان يقول عنه الغنوسيون إنه إله اليهود ، بل كانوا يعتقدون أن " يهوه " هو الله الأسمى ، إله اليهود وخالق السموات والأرض .
(ب)وهو سلبي أيضاً ، أنهم أنكروا ولادة المسيح المعجزية ، وقالوا إنه كان ابن يوسف ومريم بالمفهوم العادي .
(ج) إنهم - مثل الكيرنثيين والكربوكراتيين - نادوا بأن قوة إلهية حلت على المسيح عند معموديته جزاء له على قداسته الكاملة . وتزعم إحدى هذه النظريات أن الروح القدس هو ابن الله الأزلي ، بينما تقول نظرية أخرى إن القوة التي حلت عليه هي الحكمة السماويـــــــــــة أي " الكلمة " ( اللوجوس ) ، وبفعل هذه القوة الإلهية صنع المعجزات وتكلم بحكمة تفوق حكمة البشر ، ولكن هذه القوة الإلهية فارقت يسوع على الصليب ، ولذلك صرخ : " إلهي إلهي لماذا تركتني ؟ " ( مت 27 : 46 ) ، ومع ذلك فإن هذه القوة الإلهية هي التي أقامته من الأموات وأصعدته إلى الأعالي .
2-أوريجانوس وجيروم : وكلاهما يقول إن الأبيونيين ترجموا كلمة " علمة " ( إش 7 : 14 المترجمة عذراء ) " " بسيدة صغيرة " . وهناك نقطة أخرى يذكرانها ، فيقول أوريجانوس إنه يوجد فريقان من الأبيونيين : أولهما ينكر ولادة الرب يسوع المعجزية ، وثانيهما يؤمن بها . أما جيروم في خطابه لأغسطينوس ، فلا يؤكد ذلك فحسب ، بل يفصـــل بينهما ، ويسمى الذين يؤمنون بالميلاد المعجزي بالناصريين ، ويسمى منكريها بالأبيونيين . ويتكلم أوريجانوس في كتابه الثاني ضد " سلوس " عن الأبيونيين ، وكأن الفرق الوحيد بينهم وبين سائر المسيحيين ، هو خضوعهم لناموس موسى ، وبذلك يدحضون الرأي القائل بأن اليهود باعتناقهم المسيحية قد تخلوا عن ناموس آبائهم . ويقول جيروم إن الأبيونيين كانوا يعتقدون أن المسيح سيملك ألف سنة باعتباره مسيا اليهود .
3-أبيفانيوس : وهو الكاتب الذي يعطينا أكبر قدر من المعلومات عن الأبيونيين . وهو يعتبرهم - من أول وهلة - هراطقة مع الناصريين ، ويجمع بينهم وبين الأسينيين . ويقول إنهم يستخدمون إنجيل متى بدون سلسلة نسب المسيح . ويفترض أن الأبيونيين ينتسبون لرجل اسمه " أبيون " له علاقة بالسامريين والأسينيين والكيرنثيين والكربوكراتيين ، ومع ذلك كانوا يدعون بأنهم مسيحيون . ويقول إنهم كانوا ينكرون ميلاد المسيح العذراوي ، ولكنهم يقرون بأن قوة سماوية حلت عليه عند المعمودية ، وهي نفس الحكمة السماوية التي أوحت للآباء ، وبمعنى ماسكنت فيهم ، وأن جسد المسيح - على نحو ما - كان جسد آدم ، وأن هذا الجسد صلب وقام ثانية . ولم يقبلوا إلا إنجيل متى في الصورة التي قبله بها الكيرنثيوس ( أي إنجيل العبرانيين ) ، مع كثير من الخرافات . ويقول أبيفانيوس إنهم كانوا يسمحون بالزواج مرتين وثلاث مرات إلى سبع مرات ، ومع أنهم سمحوا بالزواج ، إلا أنهم كانوا يحتقرون المرأة ويتهمون حواء بخلق الوثنية , وفي هذا يتفقون مع الأسينيين في رأيهم في الجنس . وبالإجمال من الصعب تكوين فكرة متكاملة عن الأبيونيين مما كتبه أبيفانيوس ، وإن كانت ثمة نقاط هامة فيما كتب .
4-الشهيد جستين : وإن كان الشهيد جستين لا يذكر الأبيونيين بالاسم في حواره مع تريفو اليهودي ، إلا أنه يذكر فريقين من المسيحيين اليهود :
(أ)الذين لا يحفظون الناموس فحسب ، بل يريدون أيضاً إلزام المؤمنين من الأمم بأن يتهودوا .
(ب)الذين هم أنفسهم يحفظون الناموس ، ولكن لهم شركة مع المؤمنين من الأمم غير المختونين .
ويبدو أن الفريق الأول كانوا صورة مبكرة لأبيونيين ، ولا ينسب لهم جستين أي انحرافات تعليمية .
ثالثاً - كتابات الأبيونيين : وأهم مصدر لمعرفتنا بها ، هو أبيفانيوس - كما سبق القول - وأهم هذه الكتابات : إنجيل العبرانيين والكتابات الكليمنتية ( المواعظ ، والإقرارات ) وصعود إشعياء وأناشيد سليمان . ويجب ملاحظة أن هذه الكتابات تمثل أراء الطوائف المختلفة من الأبيونيين ، وسننظر فيها بإيجاز :
1-إنجيل العبرانيين ( انظر الأبوكريفا : الأناجيل )
2-الكتابات الكليمنتية : وينسبها أبيفانيوس للأبيونيين ، وهي مصدر هام لمعرفة آرائهم . وقد وصلتنا كاملة في ثلاثة أو أربعة أشكال ، وهي : المواعظ والإقرارات مع صورتين مختصرتين لهما . ويبدو أنها جميعها تنقيح لمؤلف سابق اختفى . وأساسها جميعاً رواية دينية ، طعمت فيها مواعظ لبطرس ومحاوراته مع سيمون الساحر . وجاء فيها أن كليمنت كان شاباً رومانياً يتيماً ذا مكانة ، وكان يبحث عن ديانة ، فتقابل مع برنابا الذي بشره بالمسيح معلناً له أنـــــه " ابن الله " وأنه ظهر في اليهودية . وإذ أراد كليمنت أن يعرف أكثر عن يسوع ، سافر إلى قيصرية حيث تقابل مع بطرس ، ومن هناك رافق بطرس إلى مختلف الأماكن التي ذهب إليها متعقباً سيمون الساحر وفي أثناء رحلاته يتقابل مع أبيه وأخيه وأمه ، ومن هنا جــــــاءت " الإقرارات " . وتظهر الأبيونية في أحــاديث بطرس ، فالأفكار اللاهوتية فيها هي أساساً يهودية وأسينية ، ويبدو ذلك في المعاداة الشديدة للرسول بولس . وهي تحوي عناصر لا تتفق مع اليهودية القويمة ، فالمسيا يكاد يكون معادلاً للشيطان . و إذا استثنينا حديـــث برنابا ، فالرب يسوع يسمى باستـــــــــمرار " النبي " في المواعظ ، " والمعلم " في الإقرارات . ولا يذكر شيء عن ميلاده المعجزي أو أنه شخص سماوي ، ومع ذلك ففي " الإقرارات " لا يعتبر مجرد إنسان ، إذ يقال إنه " أخذ صورة جسد يهودي " ، وهو ما يتفق مع ماذكره عنهم أبيفانيوس من أنهم كانوا يعتقدون أن المسيح ظهر في جسد آدم . والرسول بطرس -الذي يصورونه مسيحياً مثالياً - لا يأكل إلا الأعشاب ، ويمارس الاغتسال كثيراً مثلما يفعل الأسينيون ، ويعلن بطرس في أحاديثه أن النبي الحقيقي : " يطفيء نيران المذابـــح ويبطل الحرب " ، وهي سمات أسينية ، ولكنه يقر الزواج ، على النقيض من الأسينيين كما يصفهم فيلو ويوسيفوس .
3- كتابات الرؤى : وأول هذه الكتابات - التي اكتشفت حديثاً - " صعود إشعياء " ، ويشير الكاتب إلى استشهاد بطرس في روما ، ولكنه لا يذكر بولس . ويبدو أن ماجاء به من وصف شيوخ ورعاة " يكره بعضهم بعضاً ويخربون القطيع " هو نظرة أحد المتهودين للكنيسة عندما سادت فيها تعاليم بولس . ومع ذلك نلاحظ حفاظهم على جلال الله وتعليم الثالوث أيضاً ، فقد جاء به : " فجميعهم يمجدون آب الكل وابنه الحبيب والروح القدس " . أما فيما يتعلق بشخص المسيح ، فإنه نزل في طبقات السموات المتتابعة إلى الأرض ليولد . كما يؤكد عذراوية مريم وأن الطفل ولد بدون ألم بطريقة معجزية . ونفس الفكرة عن ميلاد المسيح نجدها في أناشيد سليمان .
رابعاً - تاريخ الأبيونية :
1-الأبيونيون والأسينيون : تؤكد كل المراجع ، الرابطة الوثيقة بين الأبيونيـين والأسينيين ، رغم وجود اختلافات واضحة ، فالأبيونيون يقرون الزواج ، بينما يرفضه الأسينيون إذا أخذنا بآراء فيلو ويوسيفوس . ويبدو أن هذا الرفض لا يصدق إلا على فئة منهم كانت في عين جدي . كما أن بعض المتهودين - أي الأبيونيين - كانوا يمتنعون عن الزواج ( 1 تي 4 : 3 ) . ويبدو أن الأسينيين بمختلف مذاهبهم تحولوا إلى المسيحية عقب سقوط أورشليم وهروب الكنيسة إلى " بلا " ، وعندما انضموا إلى المسيحيين في المنفى ، بدأت خميرة البارسيين ( من أتباع زرادشت ) تعمل في الكنيسة هناك ، فأثمرت الأبيونية ، ولعل هذا هو المقصود من القول بأن " أبيون بدأ تعليمه في بلا " . وبناء على الأقوال الكتابية وبعض الرؤى القديمة غير القانونية ، يبدو أن الأبيونيين لم يكونوا هراطقة منذ البداية ، فيما يتعلق بالتعليم عن المسيح ، ولكنهم أقروا الالتزام بالناموس الطقسي ، ونادوا بأن المؤمنين من أصل أممي لا بد أن يختتنوا قبل أن يقبلوا في الكنيسة . ولكن إبطال الناموس كان يرتبط - في أقوال بولس - أشد الارتباط بلاهوت ربنا يسوع المسيح ، ولربما شعر البعض منهم أنه لكي يحتفظوا بآرائهم ، عليهم أن ينكروا لاهوته وحقيقة تجسده ، ولكن ظواهر حياته جعلت من المستحيل اعتباره مجرد إنسان ، ومن هنا جاء هذا الخلط من أن قوة إلهية - أيون - قد حلت عليه ، كما أنه إذا كان قد ولد ولادة معجزية ، ففي ذلك غض من عظمة موسى ، فلابد لهم إذاً من أن ينكروا الميلاد العذراوي . لم يظهر القول بأن المسيح لم يكن سوى إنسان إلا على يد ثيودوتس ، ولم يذهب كل المسيحيين من اليهود مذهب الأبيونيين ، بل احتفظ الناصريون بالتعليم القويم ، وفي نفس الوقت خضعوا لمطالب الناموس . والثنائية الموجودة في التعاليم الكليمنتية هي محاولة لتعليل قوة الشر في العالم وعمل الشيطان . والكتابات الكليمنتية تؤكد ما قاله الآباء من أن الأبيونيين لم يستخدموا سوى إنجيل متى بعد استبعاد الأصحاحات الثلاثة الأولى ، فهم يقتبسون منه أكثر من أي إنجيل آخر ، وإن كانوا قد اقتبسوا اقتباسات واضحة من الإنجيل الرابع . وتتجنب هذه الكتابات نسبة الألوهية للمسيح ، فهو المعلم والنبي ، ولا يدعي " ابن الله " إلا في الحديث المنسوب لبرنابا .
2-منظمة الأبيونيين : يبدو أن المسيحيين اليهود قد كونوا منظمة خاصة بهم منفصلة عن الكنيسة الجامعة ، وكانوا يسمون الأماكن التي يجتمعون فيها " مجامع " لا كنائس ، وإذا صحت روايات المواعظ الكليمنتية ، فإنهم قد كونوا لأنفسهم نظاماً أسقفياً كاملاً ، فالطقوس اليهودية الصارمة كانت تمنع اليهودي من الأكل مع غير اليهودي . وولائم المحبة في الكنيسة الأولى كانت تستوجب هذه الشركة ، وحيث وجد مسيحيون من الأمم ، كان الأبيونيون يمتنعون عن مشاركتهم ، ومن ثم لزم أن تكون لهم كنيسة منفصلة ليكون من الممكن أن يشترك كل المسيحيين من اليهود معاً في ولائم المحبة .
خامساً - تعاليم الكنيسة الأولى كما تبدو من خلال الأبيونية :
1- عقيدة الكنيسة الأولى في المسيح : يجب علينا في تناول هذا الموضوع أن ندرك أن الذين كتبوا في الأيام الأولى ضد الهراطقة ، كانوا يميلون إلى المغالاة في بيان وجوه الاختلاف بين الهراطقة والتعليم القويم . وفي نفس الوقت علينا أن ندرك الصعوبة النفسية في اعتبار شخص - تقابله يومياً وتراه يأكل وينام كباقي الناس - بأنه أكثر من إنسان ، إله . كانت هذه صعوبة أمام الجميع وبالأخص أمام اليهود . ورغم كل ذلك لم يستطع الأبيونيون - أمام كل الظواهر في حياة المسيح - أن يقولوا إنه كان مجرد إنسان ، فكان عليهم أن يزعموا أن قوة إلهية حلت عليه عند المعمودية ميزته عن سائر الناس . لقد كان الأبيونيون الأوائل يعتقدون أن المسيح شخص واحد كما كان يعتقد سائر المسيحيين ، ولكنهم شيئاً فشيئاً تحولوا إلى الاعتقاد بأنه كان فيه عنصر سماوي منفصل عن يسوع . وعلى العموم كان الأبيونيون يتمسكون - بصور ودرجات مختلفة - بعقيدة الثالوث ، وفي هذا دليل قوي على أنها كانت عقيدة الكنيسة على اتساعها .
2-تعليم بولس في الكنيسة الأولى : مما يستلفت النظر أن كاتب " المواعــــــظ " وكذلك كاتب " الإقرارات " يتجاهلان الرسول بولس ، بل لم يحاولا التشهير به - ولو تحت ستار سيمون الساحر ، كما يزعم البعض - بل لم يجسرا على إلصاق أي تهمة باسمه ، فلا بد أنه كان لبولس وتعاليمه مكانة رفيعة في أوائل القرن الثاني . حتى إنه لم يكن في استطاعة أحد أن ينال منه أو يهاجمه هجوماً مباشراً . وهذا الاحترام الكبير لبولس يدل على مدى ماكان له ولتعاليمه من قبول ، فلا بد أن كل تعاليمه عن الخطية الأصلية ، والفداء بموت المسيح الكفاري وسائر تعليمــه ، لابد أن كل هذه التعاليم قد تمسكت بها الكنيسة الأولى تمسكاً شديداً ، وإلا لما تحَّرج الأبيونيون عن مهاجمة بولس مباشرة في الكتابات الكليمنتية . ويزعم شويجلر أن الشهيد جستين كان أبيونيا لأنه لم يذكر بولس بالاسم ولم يستشهد به . ويمكن الرد على ذلك بأن جستين وجه كتاباته إلى أباطرة وثنيين لا قيمة لبولس عندهم ، وكذلك الحال في محاوراته مع تريفو اليهودي ، ولهذا فهو أيضاً لم يذكر بطرس أو يعقوب أو يوحنا ، وهو إن كان لم يذكر بولس بالاسم ، إلا أن صدى أقوال بولس يتردد كثيراً في عباراته وأفكاره .
وفي ضوء الاكتشافات الأثرية الحديثة في مصر ، لا ينقطع الأمل في اكتشاف مخطوطات تلقي ضوءأ أكبر على هذه الهرطقة . فلو عثرنا مثلاً على إنجيل العبرانيين أو مخطوطة هيجسيبوس ، لأمكننا الوصول إلى الإجابة على كثير من الأسئلة التي تواجهنا .
ابو ماضى- مراقب عام المنتدى
- عدد المساهمات : 440
تاريخ التسجيل : 23/05/2010
العمر : 51
رد: الأبيونية
يعطيك الف عافية على المعلومات
أنر دربنا يارب
أنر دربنا يارب
رامي الشمالي- عدد المساهمات : 21
تاريخ التسجيل : 22/06/2010
رد: الأبيونية
شكرا استاذ رامى
استاذ عاطف للمرور الرائع
استاذ عاطف للمرور الرائع
ابو ماضى- مراقب عام المنتدى
- عدد المساهمات : 440
تاريخ التسجيل : 23/05/2010
العمر : 51
مارجرجس والشهداء :: الثاتية :: المزامير :: السنكسار :: الثالثة :: أديرة وكنائس سياحة مسيحية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى