مارجرجس والشهداء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تفسير سفر اشعيا الاصحاح الثامن

اذهب الى الأسفل

تفسير سفر اشعيا الاصحاح الثامن Empty تفسير سفر اشعيا الاصحاح الثامن

مُساهمة  ابو ماضى الإثنين مايو 24, 2010 6:25 am

8- الأصحاح الثامن
مهير شلال حاش بز
في الأصحاح السابق تحدث اللَّه مع آحاز الملك خلال إشعياء النبى الذي أعلن عن تدخل اللَّه لانقاذ أورشليم من أرام و إسرائيل ، وقد انجب النبى ابنه الأول شآرياشوب (=البقية سترجع) ليؤكد أن المسبيين من يهوذا يرجعون سريعاً . الآن يتحدث اللَّه مع الشعب في ذات الأمر وتحت نفس الظروف ، وينجب النبى الابن الثانى المدعو مهير شلال حاش بز (=اسرِع إلى السلب، بادر إلى النهب ) ليؤكد أن أشور قادم شريعاً ليسلب آرام وينهب إسرائيل منقذاً أورشليم ، وفى نفس الوقت ينذر شعب يهوذا لاتكاله على أشور لا على الرب.

1ـ غلبة أشور على آرام و إسرائيل 1- 4.
2ـ إنذار بنى يهوذا 5- 8.
3- بلاد عمانوئيل 9-10.
4- تشكيك وتعثّر في عمانوئيل 11- 15.
5- البقية المقدسة 16- 18.
6- الالتجاء إلى
العرافين 19- 22.

1- غلبة أشور على آرام و إسرائيل :
في الأصحاح السابق تحدث الرب مع آحاز المرتجف من آرام و إسرائيل ، الآن يتحدث مع الشعب مؤكداً خراب المملكتين اللتين تحالفتا معاً ضد يهوذا . بأمر إلهى أخذ إشعياء لوحاً كبيراً كتب عليه بحروف واضحة " مهير شلال حاش بز " وتعنى " اشرع إلى السلب، بادر إلى النهب" . وضع إشعياء النبى اللوح في مكان ضاهر في الهيكل لكى يقرأه الكل ، وقد شهد كاهنان عليه هما : أوريا وزكريا ، أوريا كان رئيس كهنة في أيام آحاز ومشيره الروحى والمشترك معه في العبادة الوثنية . فقد أقام مذبحاً على شبه مذبح الآراميين رآه حزقيا في دمشق ، ليقدم الملك عليه ذبائح (2مل 16: 10- 16).
وقع الكاهنان على اللوح أو ختماه بختميهما كشاهدين موثوق فيهما إذ على فم شاهدين أو ثلاثة تقوم كل كلمة (2كو 13: 1 ) ، شهدا أن ما كتبه كان قبل حدوث الأمر.
يعلن إشعياء النبى أنه عندما يبلغ ابنه مهير شلال حاش بز حوالى سنة واحدة من عمره تتحقق النبوة ضد آرام و إسرائيل ، إذ يقول : " قبل أن يعرف الصبى أن يدعو يا أبى ويا أمى تُحمل ثروة دمشق وغنيمة السامرة قدام ملك أشور " إش 8: 4 . وقد تم ذلك بواسطة تغلث فلاسر ملك أشور (2مل 15: 29؛ 16: 9؛ 1 أى 5: 26) .

2- إنذار بنى يهوذا :
بعد أن أعلن اللَّه خلاصه لمدينة أورشليم محطماً آرام و إسرائيل اللذين تحالفا ضدها بدأ يسرد خطايا بنى يهوذا وما سيحل عيهم من تأديبات . إن كان يدافع عنهم لكنه لا يدافع عن خطاياهم ولا يتستر عليها بل يطلب التوبة عنها والرجوع إليه .
يقول :"لأن هذا الشعب رذل مياه شيلوه الجارية بسكوت وسُرّ برصين وابن رمليا" إش 8: 6 . " شيلوه" مجرى مائى اسمه يعنى " المرسل" ، دعى في العهد الجديد "سلوام". نُحت هذا المجرى في الصخر ، طوله بضعة آلاف من الأقدام، يقع جنوب غربى أورشليم ، تنساب المياه فيه في هدوء ، عليه تعتمد المدينة ، كان رمزاً لبيت داود(127) . ماذا يعنى رذل الشعب مياه هذا المجرى ؟ لقد قارنوا بينه وبين نهرى دمشق إبانه وفرفر، فرذلوه واستهانوا به . هذا يشير إلى استخفافهم بما وهبهم اللَّه " مملكة يهوذا " متطلعين إلى ما هو ل
دى الغير " الأذرع البشرية " . لقد فقدوا إيمانهم باللَّه واهب النصرة وخشوا رصين وابن رمليا الغريبين والمقاومين ليهوذا ملتجئين إلى من ينقذهم منهما .
مياه شيلوه تشير إلى قوة الروح الهادىء والوديع ، مصدر التقديس وينبوع البر.
أيضًا "شيلوه " تعنى " المرسل" ، تشير إلى السيد المسيح الذي أرسله الآب لخلاصنا ، فرذله اليهود ورفضوا عمل روحه القدوس .
هم رفضوا مجرى الماء الهادىء طالبين المياه الغامرة القوية ، لذلك يؤدبهم الرب بأن "يصعد عليهم مياه النهر القوية والكثيرة ،ملك أشور وكل مجده" إش 8: 7. غن كان يهوذا يتكىء على أشور ، فإنه سيأتى فعلاً ويخلصه ، لكنه يعود فيما بعد يندفق عليه كنهر الفرات الذي أعجبوا به واشتهوه ، يفيض على يهوذا ويغرقه (إش 8: 7) . لقد أنقذ تغلث فلاسر الأشوري يهوذا ، لكن سنحاريب الأشورى هجم بقوة على يهوذا وبلغ إلى العنق وحاصر الرأس أورشليم ، وكادت أن تسقط لولا تدخل اللَّه :" يفيض ويعبر يبلغ العنق ويكون بسط جناحيه (فرعى نهر الفرات) ملء عرض بلادك يا عمانوئيل" إش 8: 8 .
هكذا يسمح اللَّه بالتأديب فتحل التجارب كالسيل الجارف لكى تبلغ غل أعناقها ، لكنه يحفظ الرأس (إيماننا) بالسيد المسيح رأسنا ) فوق سيول التجارب حتى لا يفنى إيماننا فنهلك ( لو 22: 32) ، لأننا أرض عمانوئيل ، ملك الرب.
يعلق القديس أغسطينوس على كلمات السيد المسيح :" كونوا حكماء كالحيات" مت 10: 16، قائلاً بانه يلزمنا أن نتشبه بحكمة الحية التى تضع رأسها بين جسدها عندما يحدق بها الخطر ، فتسقط الضربات على الجسد دون الرأس ، إذ تعلم أنها لا تهلك مادامت رأسها سليمة . هكذا يليق بنا أن نحتفظ بإيماننا بالسيد المسيح ـ رأسنا ـ سليماً مهما حلت بنا الضيقات فلا نهلك .
مهما حاول عدو الخير أن يبسط جناحيه في داخلنا (إش 8: Cool فإنه لا يصيبنا ضرر مادامت أرضنا بأكملها أرض عمانوئيل ، أى مادامت حياتنا مستترة تحت ظل جناحى الرب، مادمنا نحمل فينا مملكة المسيح !

3- بلاد عمانوئيل :
بينما يتحدث النبى عن الأمور الجارية في عهده إذا بالرب يرفع أنظاره وأنظار المؤمنين نحو عمل المسيح الخلاصى . اللَّه في حبه يترفق بشعب يهوذا فيخلصهم من تحالف آرام وإسرائيل ضدهم ، وفى نفس الوقت إذ يخطىء الشعب بالتجائه إلى أشور يصير أشور نفسه مقاوماً لهم . هذا ما سمح به اللَّه ، لكنه لم يسمح بإبادة يهوذا تماماً ، لأن منه يخرج السيد المسيح ، الأسد الخارج من سبط يهوذا . يسمح بالغزو الأشورى يفيض حتى عنق يهوذا لكنه لا يصيب الرأس ، إذ يتجسد كلمة اللَّه من سبط يهوذا - من القديسة مريم - ويحل بيننا عمانوئيل الذي يقيم من قلوبنا أرضاً أو مملكة له .. هذا ما دفع النبى إلى الانتقال المفاجىء من مشكلة يهوذا في عصر النبى أو بعده بقليل إلى الحديث عن القوى المتحالفة ضد عمانوئيل، قائلاً:
" هيجوا أيها الشعوب وانكسروا واصنعوا ياجميع أقاصى الأرض . احتزموا وانكسروا . تشاوروا مشورة فتبطل . تكلموا كلمة فلا تقوم . لأن اللَّه معنا " إش8: 9، 10.
لم يقف الأمر عند أشور الذي انهار حيث مات 000, 185 رجلاً منهم في المعركة وإنما يعلن التبى عن سقوط كل قوى العالم المقاومة للحق : أشور يليها بابل ثم قارس ومادى والدولة الرومانية (إش 54: 17، مى 4: 13) . وبالأكثر قصد قوات الظلمة الروحية المقاومة لمملكة المسيح . يعلن النبى أن هياج الأعداء وتحالفهم ومشوراتهم الشريرة ضد الكنيسة ، موجهة ضد عمانوئيل الحال في وسطها ، لهذا تنهار قوات الظلمة وتتمتع الكنيسة الحقيقية بالغلبة .
هذا الصوت النبوى يصرخ ضد كل مقاومى المسيح ، معلناً ما قاله الرب نفسه لشاول: " لماذا تضطهدنى ؟!... صعب عليك أن ترفس مناخس" أع 9: 4، 5. ليفعل العدو كل ما في وسعه مقاوماً المؤمنين ، فإنه إنما يحطم نفسه .

4- تشكيك وتعثر في عمانوئيل :
يبدو أن البعض لم يصدق كلمات النبى وحسبوا ذلك فتنة سياسية أو خيانة وطنية ومقاومة للملك والسلطات ، كى لا يلجأ يهوذا إلى أشور فيهلك على أيدى الآراميين و إسرائيل . لقد أمسك الرب كما بيد إشعياء ليشدده (إش 8: 11) . يرى البعض أن إشعياء نفسه -كإنسان- مال أحيانا إلى رأى الملك ومشيريه والشعب ، لكن اللَّه مُصرّ أن يوضح له الطريق وإن كان مخالفاً لرأى الجماعة ؛ كأنه قد أمسك بيده ليدخل به الطريق الضيق المرفوض . ولعل الرب أمسك بيده ليشدده من أجل الاتهامات الباطلة الموجهة ضده ، ولكى لا يتوقف عن العمل النبوى بسبب ما يثيره هؤلاء القوم ، إنما يريده أن يشدد الأيدى الأمينة بتقديسها للرب . وكأن الرب يمسك بأيدى إشعياء ليمسك الأخير بدوره أيادى المخلصين ويضعها في أيدى اللَّه القدوس . لذا يقول :"لا تخافوا خوفة ولا ترهبوا ، قدسوا رب الجنود فهو خوفكم وهو رهبتكم " إش 8: 12، 13 . كل نفس أمينة في خدمة الرب تُقاوم ، لكن الرب نفسه يسندها لا لكى تعمل فحسب وإنما كلى تسند الآخرين وتشجعهم على العمل بروح اللَّه القدوس ، متطلعين لا إلى المقاومة بل إلى مساندة رب الجنود لهم .
ما أروع هذه الكلمات " لا تخافوا .. قدسوا رب الجنود فهو خوفكم " . لقد تكاتفت القوى الشريرة وتحالفت في تعالٍ وكبرياء ، أما أولاد اللَّه فيتحدوا معاً في الرب ، يتحدوا تحت قيادة رب الجنود القدوس في حب وتقديس . هؤلاء لا يتكئون على أذرع بشرية ولا يريدون تحالفاً بين النور والظلمة وإنما يؤمنون بالغلبة والنصرة خلال التقديس أو الشركة مع اللَّه القدوس .
ليس إشعياء وحده يُقاوم ولا أيضًا الأمناء من المؤمنين ، إنما يصير " عمانوئيل" نفسه مُقاوماً وحجر صدمة لكثيرين :"ويكون مقدساً وحجر صدمة وصخرة عثرة لبيتى إسرائيل وفخاً وشركاً لسكان أورشليم ، فيعثر بها كثيرون فينكسرون ويعلقون فيلقطون" إش8: 14، 15.
إنه " مقدس" أو " حجر مقدس" بالنسبة للمؤمنين الذين يلجأون إليه ويتمسكون به لحمايتهم وخلاصهم ، هو "حجر الأساس" و"حجر زاوية" يربط المؤمنين من اليهود مع المؤمنين من الأمم كحائطين يلتقيان معاً فيه . وفى نفس الوقت هو حجر عثرة وصدمة لغير المؤمنين.
+ متى قُدم ( المسيح ) في الكتاب المقدس كحجر يكون حجر عثرة لغير المؤمنين وحجر أساس للمؤمنين (إش 8: 14؛ 28: 16؛ دا 2: 34، 45؛ مت 21: 44؛ لو 20: 17؛ أع 5: 11؛ رو 9: 33 الخ ...) .
القديس أغسطينوس(128)
جاء السيد المسيح إلى خاصته وخاصته لم تقبله ، لذا يقول " صخرة عثرة لبيتى" ؛ مما يزيد جراحاته أن الرفض هو من بيته .
اقتبس القديس بطرس (1بط 2: 8 ) هذه النبوة معلناً إتمامها في شخص السيد المسيح.

5-البقية المقدسة للَّه
إن كانت خاصة السيد المسيح أو أهل بيته قد رفضوه فصار لهم حجر عثرة لكن وُجدت بقية مقدسة قبلته مثل التلاميذ والرسل والمريمات وبيت لعازر الخ .. هذه البقية تُحسب خميرة مقدسة يستخدمها روح اللَّه لتخمير العجين في العالم كله .
ما حدث مع السيد المسيح تم مع إشعياء بصورة باهتة بكونه رمزاً للمسيح ، إذ صار له هو أيضًا تلاميذ أمناء .
" صُرّ الشهادة اختم الشريعة بتلاميذى " إش 8: 16. قبلت القلة المقدسة كلمات إشعياء النبى بكونها نبوات صادقة وكلمة إلهية ، حاسبين كلماته إعلاناً عن فكر اللَّه وإرادته المقدسة . هؤلاء دعاهم النبى تلاميذه و أيضاً " الأولاد الذين أعطانيهم الرب " إش 8:8. هؤلاء يلزمهم أن يختموا أو يصروا على ما سمعوه ، لأن هذه النبوات يجب أن تبقى محفوظة حتى أزمنة العهد الجديد ، حيث تعلن للأطفال البسطاء (مت 11: 25) . ختمها أيضاً يعنى الالتزام بعدم الإضافة إليها أو الحذف منها .
ما ذكره إشعياء يبدو في عصره أنه أمر مستحيل يجب مقاومته لهذا كان يلزمه هو وتلاميذه أن يتسلحوا بالصبر للرب (إش 8: 17). عاشوا في جو مقبض : الرب ساتر وجهه عن شعبه (إش 8: 17) ، كأنه ليس شعبه ولا يعرفه مسلماً إياهم لأذهانهم المرفوضة المخرَّبة ، الأمر الذي أحزن قلب إشعياء وتلاميذه ؛وفى نفس الوقت يتطلع إليهم الشعب كغرباء عنهم وشواذ مملوئين حماقة . فبقوله :" هأنذا والأولاد الذين أعطانيهم الرب آيات وعجائب في إسرائيل من عند رب الجنود " إش 8: 18 يعنى أن إشعياء وتلاميذه أشبه بآيات وعجائب بالنسبة للشعب ، إذ يختلفون عن الكل في إيمانهم وسلوكهم وأفكارهم نحو الرب .
لقد حُسب تلاميذ إشعياء أولاداً له ، وهو في هذا يحمل رمزاً للسيد المسيح الذي يشتاق أن يربط المؤمنين به برباط فريد أشبه برباط الأب مع أولاده .
+ إنه أخ وصديق وعريس :" لا أعود أسميكم عبيداً .. لكنى قد سميتّكم أحباء" يو15: 15. ويقول بولس :"خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح " 2كو 11: 2 ؛ " ليكون هو بكراً بين إخوة كثيرين " رو 8: 29. لم نعد فقط إخوته بل صرنا أولاداً له ، إذ يقول :" هأنذا والأولاد الذين أعطانيهم الرب " إش 8: 18، ليس هذا فقط بل وصرنا أعضاءه وجسده(129) .
+هنا (عب 2: 13؛ إش 8: 18) يظهر (المسيح) نفسه أباً كما أظهر نفسه قبلاً أخاً(130).
القديس يوحنا الذهبي الفم
+[يتحدث مع طالبى العماد].
تشارككم الملائكة الفرح ، والمسيح نفسه رئيس الكهنة الأعظم .. يقدمكم جميعاً للآب قائلاً: " هأنذا والأولاد الذين أعطانيهم اللَّه " ليحفظكم جميعاً موضع سرور نظرته.
القديس كيرلس الأورشليمى(131)
كما يتقدم إشعياء النبى بتلاميذه إلى اللَّه كشهود حق ، رمزاً لشخص السيد المسيح الذي يقدم مؤمنيه للآب أعضاء جسده وأبناء للحق موضع سرور الآب ، هكذا يليق بنا نحن أيضًا أن نهتم بكل أحد خاصة أفراد الأسرة لنقدمهم للَّه أحباء له . وكما يقول القديس يوحنا الذهبى الفم :[ لنفكر جدياً في زوجاتنا وأولادنا وخدمنا ، مدركين أننا بهذا نقيم لأنفسنا تدبيراً حسناً (سهلاً) ويصير تعاملنا معهم وديعاً ورقيقاً (132)].

6- الالتجاء إلى العرافين :
شعر الشعب كأن اللَّه قد حجب وجهه عنهم لهذا بدأوا يطالبون المسئولين - ربما من بينهم بعض تلاميذ إشعياء - أن يلجأوا إلى أصحاب التوابع والعرافين لطلب المشورة والتعرف على الأمور المستقبلة . يدعوهم النبى "المشقشقين والهامسين " إش 8: 19، لأنهم يتكلمون بصوت خافت كما من عالم آخر ليتقنوا تمثيل دورهم .
ماذا يعنى الالتجاء إلى العرافة؟ فقدان الإنسان كل ملجأ أو عون له ، ذلك كما حدث مع شاول الملك . شعر أنه في عزلة عن اللَّه ، وعن أنبيائه ، حتى الشعب تراجع عنه فلجأ إلى الموتى يسألهم خلال صاحبة العرافة .
كان يليق ببنى يهوذا -قادة وشعباً - أن يلجأوا إلى اللَّه ويستشيروا أنبياءه ويسمعوا كلمة اللَّه التى تنير وسط الظلام (إش 8: 20) ، فينالوا مشورة صالحة ومعرفة لإرادة اللَّه وعوناً ونعمة ، أما أن يلجأوا إلى العرافة بكل صورها وإلى سؤال الموتى ، فهذا يعنى أنهم رفعوا أعينهم إلى فوق فوجدوا السماء غاضبة (إش 8: 21) وتطلعوا إلى الأرض فإذا بالظلام الدامس حالّ بها .
في اختصار سقط بنو يهوذا في خطيتين خطيرتين هما : الالتجاء إلى التحالف البشرى عوض الاتكال على اللَّه ، والرجوع إلى العرافة والموتى عوض التمتع بكلمة اللَّه الحية الواهبة استنارة وقوة .
هذه الصورة المؤلمة تعلن عن حقيقة هامة : الحاجة إلى مخلص إلهى !




قاموس الكلمات:-
يحنقون- يغتاظون.
لمهير شلال حاش بز- عبارة عبريه تعني يعجل بالغنيمه، يسرع للنهب، إسم ابن اشعياء النبي.
الهامسين
- المدمدمين، يتحدثون بصوت ضعيف .
النبية- زوجة اشعياء النبي .


المشقشقين
- يزقزقون كالعصافير.


العرافين
- التوابع .
اصحاب التوابع- العاملون مع الجان.











ابو ماضى
ابو ماضى
مراقب عام المنتدى
مراقب عام المنتدى

عدد المساهمات : 440
تاريخ التسجيل : 23/05/2010
العمر : 51

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى