هل تَغَيَّر من كونه إله إلي إنسان
صفحة 1 من اصل 1
هل تَغَيَّر من كونه إله إلي إنسان
اللَّه بطبيعته لا يتغيَّر يقول الكتاب؛"مِنْ قِدَمٍ أَسَّسْتَ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتُ هِيَ عَمَلُ يَدَيْكَ. هِيَ تَبِيدُ وَأَنْتَ تَبْقَى وَكُلُّهَا كَثَوْبٍ تَبْلَى كَرِدَاءٍ تُغَيِّرُهُنَّ فَتَتَغَيَّرُ. وَأَنْتَ هُوَ وَسِنُوكَ لَنْ تَنْتَهِيَ. " (مز 102/25ـ27) ، " لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ لاَ أَتَغَيَّرُ" (ملا3/6). ونفس هذا الكلام الإلهيّ قِيلَ أيضًا عن الربّ يسوع المسيح، حتي بعد التجسُّد، يقول الكتاب في مقارنة
- 15 -
بين المسيح والملائكة؛ " لأَنَّهُ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ: «أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ»؟ وَأَيْضاً: «أَنَا أَكُونُ لَهُ أَباً وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْناً»؟ وَأَيْضاً مَتَى أَدْخَلَ الْبِكْرَ إِلَى الْعَالَمِ يَقُولُ: «وَلْتَسْجُدْ لَهُ كُلُّ مَلاَئِكَةِ اللهِ». وَعَنِ الْمَلاَئِكَةِ يَقُولُ: «الصَّانِعُ مَلاَئِكَتَهُ رِيَاحاً وَخُدَّامَهُ لَهِيبَ نَارٍ». وَأَمَّا عَنْ الاِبْنِ: «كُرْسِيُّكَ يَا أَللهُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ. أَحْبَبْتَ الْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ الإِثْمَ. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَسَحَكَ اللهُ إِلَهُكَ بِزَيْتِ الاِبْتِهَاجِ أَكْثَرَ مِنْ شُرَكَائِكَ». وَ«أَنْتَ يَا رَبُّ فِي الْبَدْءِ أَسَّسْتَ الأَرْضَ، وَالسَّمَاوَاتُ هِيَ عَمَلُ يَدَيْكَ. هِيَ تَبِيدُ وَلَكِنْ أَنْتَ تَبْقَى، وَكُلُّهَا كَثَوْبٍ تَبْلَى، وَكَرِدَاءٍ تَطْوِيهَا فَتَتَغَيَّرُ. وَلَكِنْ أَنْتَ أَنْتَ، وَسِنُوكَ لَنْ تَفْنَى». " (عب1/5ـ12). وأيضًا يقول " يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْساً وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ." (عب 13/. أي أنَّ بلاهوته هو هو لا ولن يتغيَّر، سواء قبل التجسُّد أو بعده .
لم يتغيًّرْ ولم يَتَحَوَّلْ من إله إلي إنسان، ولم يَتَغَيَّرْ عن كونه الإله القدير إلي إنسان محدود، بل ظلَّ كما هو الإله الكائن علي الكلِّ، وإنما، حلَّ في الجسد، إتَّخَذَ جسدًا، إتَّخَذَ صورة العبد، حَجَبَ لاهوته وظهر في الهيئة كإنسانٍ، حلَّ اللاهوت في الناسوت، الجسد، الإنسان " لأَنَّهُ فِيهِ سُرَّ انْ يَحِلَّ كُلُّ الْمِلْءِ " (كو1/19) .
وقد كشف الربُّ يسوع المسيح عن هذه الحقيقة، حقيقة إحتجاب
- 16 -
لاهوته في ناسوته في حادثة التجلِّي عندما أخذ ثلاثة من تلاميذه هم بطرس ويوحنّا ويعقوب وصعد إلي جبلٍ ليصلّي. وهناك كشف لهم عن شيءٍ من مجده ولاهوته المحتجب في ناسوته، يقول الكتاب المقدَّس" وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ." (مت17/2)، صارت هيئة وجهه متغيرة ولباسه مبيضًا لامعًا:" وَصَارَتْ ثِيَابُهُ تَلْمَعُ بَيْضَاءَ جِدّاً كَالثَّلْجِ لاَ يَقْدِرُ قَصَّارٌ عَلَى الأَرْضِ أَنْ يُبَيِّضَ مِثْلَ ذَلِكَ." (مر 9/3)، " وَظَهَرَ لَهُمْ إِيلِيَّا مَعَ مُوسَى وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ مَعَ يَسُوعَ. فَجَعَلَ بُطْرُسُ يَقولُ لِيَسُوعَ: «يَا سَيِّدِي جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ هَهُنَا. فَلْنَصْنَعْ ثَلاَثَ مَظَالَّ لَكَ وَاحِدَةً وَلِمُوسَى وَاحِدَةً وَلإِيلِيَّا وَاحِدَةً»." (مر9/4-5). ويُعَلِّق القدِّيس مرقس قائلاً " لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ إِذْ كَانُوا مُرْتَعِبِينَ. " (مر9/6)، كانوا مرتعبين لرؤية هذا المشهد، التجلِّي، الإلهيّ مثلما خاف موسي وإرتعب عند رؤيته للظهور الإلهيّ علي جبل سيناء " وَكَانَ الْمَنْظَرُ هَكَذَا مُخِيفاً حَتَّى قَالَ مُوسَى: «أَنَا مُرْتَعِبٌ وَمُرْتَعِدٌ!»." (عب12/21) .
- 15 -
بين المسيح والملائكة؛ " لأَنَّهُ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ: «أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ»؟ وَأَيْضاً: «أَنَا أَكُونُ لَهُ أَباً وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْناً»؟ وَأَيْضاً مَتَى أَدْخَلَ الْبِكْرَ إِلَى الْعَالَمِ يَقُولُ: «وَلْتَسْجُدْ لَهُ كُلُّ مَلاَئِكَةِ اللهِ». وَعَنِ الْمَلاَئِكَةِ يَقُولُ: «الصَّانِعُ مَلاَئِكَتَهُ رِيَاحاً وَخُدَّامَهُ لَهِيبَ نَارٍ». وَأَمَّا عَنْ الاِبْنِ: «كُرْسِيُّكَ يَا أَللهُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ. أَحْبَبْتَ الْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ الإِثْمَ. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَسَحَكَ اللهُ إِلَهُكَ بِزَيْتِ الاِبْتِهَاجِ أَكْثَرَ مِنْ شُرَكَائِكَ». وَ«أَنْتَ يَا رَبُّ فِي الْبَدْءِ أَسَّسْتَ الأَرْضَ، وَالسَّمَاوَاتُ هِيَ عَمَلُ يَدَيْكَ. هِيَ تَبِيدُ وَلَكِنْ أَنْتَ تَبْقَى، وَكُلُّهَا كَثَوْبٍ تَبْلَى، وَكَرِدَاءٍ تَطْوِيهَا فَتَتَغَيَّرُ. وَلَكِنْ أَنْتَ أَنْتَ، وَسِنُوكَ لَنْ تَفْنَى». " (عب1/5ـ12). وأيضًا يقول " يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْساً وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ." (عب 13/. أي أنَّ بلاهوته هو هو لا ولن يتغيَّر، سواء قبل التجسُّد أو بعده .
لم يتغيًّرْ ولم يَتَحَوَّلْ من إله إلي إنسان، ولم يَتَغَيَّرْ عن كونه الإله القدير إلي إنسان محدود، بل ظلَّ كما هو الإله الكائن علي الكلِّ، وإنما، حلَّ في الجسد، إتَّخَذَ جسدًا، إتَّخَذَ صورة العبد، حَجَبَ لاهوته وظهر في الهيئة كإنسانٍ، حلَّ اللاهوت في الناسوت، الجسد، الإنسان " لأَنَّهُ فِيهِ سُرَّ انْ يَحِلَّ كُلُّ الْمِلْءِ " (كو1/19) .
وقد كشف الربُّ يسوع المسيح عن هذه الحقيقة، حقيقة إحتجاب
- 16 -
لاهوته في ناسوته في حادثة التجلِّي عندما أخذ ثلاثة من تلاميذه هم بطرس ويوحنّا ويعقوب وصعد إلي جبلٍ ليصلّي. وهناك كشف لهم عن شيءٍ من مجده ولاهوته المحتجب في ناسوته، يقول الكتاب المقدَّس" وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ." (مت17/2)، صارت هيئة وجهه متغيرة ولباسه مبيضًا لامعًا:" وَصَارَتْ ثِيَابُهُ تَلْمَعُ بَيْضَاءَ جِدّاً كَالثَّلْجِ لاَ يَقْدِرُ قَصَّارٌ عَلَى الأَرْضِ أَنْ يُبَيِّضَ مِثْلَ ذَلِكَ." (مر 9/3)، " وَظَهَرَ لَهُمْ إِيلِيَّا مَعَ مُوسَى وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ مَعَ يَسُوعَ. فَجَعَلَ بُطْرُسُ يَقولُ لِيَسُوعَ: «يَا سَيِّدِي جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ هَهُنَا. فَلْنَصْنَعْ ثَلاَثَ مَظَالَّ لَكَ وَاحِدَةً وَلِمُوسَى وَاحِدَةً وَلإِيلِيَّا وَاحِدَةً»." (مر9/4-5). ويُعَلِّق القدِّيس مرقس قائلاً " لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ إِذْ كَانُوا مُرْتَعِبِينَ. " (مر9/6)، كانوا مرتعبين لرؤية هذا المشهد، التجلِّي، الإلهيّ مثلما خاف موسي وإرتعب عند رؤيته للظهور الإلهيّ علي جبل سيناء " وَكَانَ الْمَنْظَرُ هَكَذَا مُخِيفاً حَتَّى قَالَ مُوسَى: «أَنَا مُرْتَعِبٌ وَمُرْتَعِدٌ!»." (عب12/21) .
ابو ماضى- مراقب عام المنتدى
- عدد المساهمات : 440
تاريخ التسجيل : 23/05/2010
العمر : 51
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى