المعلم ميخائيل جرجس: رائد ترتيل الألحان القبطية
صفحة 1 من اصل 1
المعلم ميخائيل جرجس: رائد ترتيل الألحان القبطية
المعلم ميخائيل جرجس: رائد ترتيل الألحان القبطية
جريدة وطنى 17/1/2010م د.مكاري أرمانيوس
ولد المعلم ميخائيل جرجس في 14 سبتمبر 1873 وهو العام السابق علي اعتلاء البابا كيرلس الخامس السدة المرقسية... وما كاد يبلغ الثالثة من عمره حتي أصيب بالرمد في عينيه وفقد بصره, فألحقه والده بكتاب المعلم أبو السعد بالأزبكية, فدرس به التسبحة واللغة القبطية, وبعده انتظم في مدرسة الأقباط الكبري -التي شيدها البابا كيرلس الرابع المعروف بأبي الإصلاح- بعد إنهاء دراسته والتحق بالأزهر لمدة خمس سنوات من 1885 إلي 1891 وأتقن علوم النحو والصرف والبيان.
في عام 1886 رأي البابا كيرلس الخامس في صوته وحفظه السليم لكل ما تلقفه من الطقوس والألحان المؤهلات الوافية لرسامته شماسا. ولما أتم ميخائيل دراسته بالأزهر عينه البابا كيرلس مرتلا بالكنيسة المرقسية بمرتب شهري قدره خمسة وعشرون قرشا!! وفي عام 1893 عينه مدرسا للألحان بالإكليريكية, التي التحق بها حال تخرجه في الأزهر, حيث درس اللاهوت والعقيدة علي يدي العلامة القمص فيلوثيئوس عوض, أما الألحان فقد تلقنها علي يدي المعلمين أرمانيوس وصليب, وفي عام 1895 تم تعيينه مدرسا لطقوس الكنيسة واللغتين القبطية والعربية بمدرسة المكفوفين بالزيتون, مستخدما طريقة برايل للمكفوفين. تم منحه الباكوية من الخديو عباس حلمي الثاني عام 1903 بمناسبة زيارته للمدرسة.
قال عنه أحد مريديه وهو المتنيح د.سليمان نسيم: في ثوبه البسيط ومعطفه المتواضع كنت تراه في الكاتدرائية وفي الإكليريكية بمهمشة والأنبا رويس, يبذل دمه وأعصابه في تسليم الذخيرة الثمينة التي حفظها باجتهاده وعصاميته, لم يبخل علي أحد قط, كل من يسأل تجويدا للحن كان يجيبه إلي طلبه علي الفور ولو جلس معه الساعات الطوال, كان صوته ينساب باللحن العذب في غسق الفجر وعند سكون الليل, سيان أن يكون عنده طالب المعرفة مبتدئا أو شيخا, نفس الاهتمام ونفس الغيرة, وكان يعتبر نفسه وكيلا علي أمانة وكان يريد أن يسلم الأمانة كاملة دون نقصان, فحتي آخر حياته كان لا يفتر عن التفكير في واجبه نحو كنيسته.
قال عنه المتنيح د.راغب مفتاح رئيس قسم الألحان والموسيقي بمعهد الدراسات القبطية الأسبق: إنه الأستاذ العبقري الذي تمكن بعبقريته الفنية الخارقة من أن يؤدي للموسيقي القبطية خدمة تجل عن الوصف, فكان هو الواسطة الوحيدة في تسليم الألحان القبطية علي أصالتها إلينا.
وبعد أن أدي المعلم ميخائيل جرجس صلوات النسخة المقدسة من يوم أحد الشعانين وحتي مساء الأربعاء في أبريل 1957, رافقه تلميذه إلي منزله مساء ذلك اليوم, طلب إليه أن يمر عليه باكر خميس العهد ليصحبه إلي الكنيسة كالمعتاد, إلا أنه انطلقت روحه بسلام.
المراجع:
1- مجلة مدارس الأحد عدد أبريل - مايو 1958
2- قصة الكنيسة القبطية لإيريس حبيب المصري
3- مقالة للمتنيح الأنبا صموئيل الأسقف العام عن صاحب السيرة
جريدة وطنى 17/1/2010م د.مكاري أرمانيوس
ولد المعلم ميخائيل جرجس في 14 سبتمبر 1873 وهو العام السابق علي اعتلاء البابا كيرلس الخامس السدة المرقسية... وما كاد يبلغ الثالثة من عمره حتي أصيب بالرمد في عينيه وفقد بصره, فألحقه والده بكتاب المعلم أبو السعد بالأزبكية, فدرس به التسبحة واللغة القبطية, وبعده انتظم في مدرسة الأقباط الكبري -التي شيدها البابا كيرلس الرابع المعروف بأبي الإصلاح- بعد إنهاء دراسته والتحق بالأزهر لمدة خمس سنوات من 1885 إلي 1891 وأتقن علوم النحو والصرف والبيان.
في عام 1886 رأي البابا كيرلس الخامس في صوته وحفظه السليم لكل ما تلقفه من الطقوس والألحان المؤهلات الوافية لرسامته شماسا. ولما أتم ميخائيل دراسته بالأزهر عينه البابا كيرلس مرتلا بالكنيسة المرقسية بمرتب شهري قدره خمسة وعشرون قرشا!! وفي عام 1893 عينه مدرسا للألحان بالإكليريكية, التي التحق بها حال تخرجه في الأزهر, حيث درس اللاهوت والعقيدة علي يدي العلامة القمص فيلوثيئوس عوض, أما الألحان فقد تلقنها علي يدي المعلمين أرمانيوس وصليب, وفي عام 1895 تم تعيينه مدرسا لطقوس الكنيسة واللغتين القبطية والعربية بمدرسة المكفوفين بالزيتون, مستخدما طريقة برايل للمكفوفين. تم منحه الباكوية من الخديو عباس حلمي الثاني عام 1903 بمناسبة زيارته للمدرسة.
قال عنه أحد مريديه وهو المتنيح د.سليمان نسيم: في ثوبه البسيط ومعطفه المتواضع كنت تراه في الكاتدرائية وفي الإكليريكية بمهمشة والأنبا رويس, يبذل دمه وأعصابه في تسليم الذخيرة الثمينة التي حفظها باجتهاده وعصاميته, لم يبخل علي أحد قط, كل من يسأل تجويدا للحن كان يجيبه إلي طلبه علي الفور ولو جلس معه الساعات الطوال, كان صوته ينساب باللحن العذب في غسق الفجر وعند سكون الليل, سيان أن يكون عنده طالب المعرفة مبتدئا أو شيخا, نفس الاهتمام ونفس الغيرة, وكان يعتبر نفسه وكيلا علي أمانة وكان يريد أن يسلم الأمانة كاملة دون نقصان, فحتي آخر حياته كان لا يفتر عن التفكير في واجبه نحو كنيسته.
قال عنه المتنيح د.راغب مفتاح رئيس قسم الألحان والموسيقي بمعهد الدراسات القبطية الأسبق: إنه الأستاذ العبقري الذي تمكن بعبقريته الفنية الخارقة من أن يؤدي للموسيقي القبطية خدمة تجل عن الوصف, فكان هو الواسطة الوحيدة في تسليم الألحان القبطية علي أصالتها إلينا.
وبعد أن أدي المعلم ميخائيل جرجس صلوات النسخة المقدسة من يوم أحد الشعانين وحتي مساء الأربعاء في أبريل 1957, رافقه تلميذه إلي منزله مساء ذلك اليوم, طلب إليه أن يمر عليه باكر خميس العهد ليصحبه إلي الكنيسة كالمعتاد, إلا أنه انطلقت روحه بسلام.
المراجع:
1- مجلة مدارس الأحد عدد أبريل - مايو 1958
2- قصة الكنيسة القبطية لإيريس حبيب المصري
3- مقالة للمتنيح الأنبا صموئيل الأسقف العام عن صاحب السيرة
ابو ماضى- مراقب عام المنتدى
- عدد المساهمات : 440
تاريخ التسجيل : 23/05/2010
العمر : 51
مواضيع مماثلة
» سيرة المعلم جرجس جوهرى عميد الاقباط
» ابراهيم الجوهري المعلم
» الفرما القبطية .
» دير القديس يسى ميخائيل - كوم غريب - سوهاج
» فيلم ابونا ميخائيل ابراهيم
» ابراهيم الجوهري المعلم
» الفرما القبطية .
» دير القديس يسى ميخائيل - كوم غريب - سوهاج
» فيلم ابونا ميخائيل ابراهيم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى