سكرى الحب

**ابو ماضى** السبت مايو 29, 2010 6:01 am


سكرى الحب

ما أطيب الدموع إذ ما أتت من عيون الودعاء والمنسحقين .... إذ يكلف الله ملائكته بالوقوف عند أجفان تلك العيون وتلقى هذه الدموع بكل خشوع قبل آن تصل الى الأرض ... فقد تركزت فى هذه القطرات كل طاقات الحب ‍!
... وإذ ينظر الإنسان للدموع كعلامة من علامات الحزن أو الضعف .. ينظر الله إليها كجواهر زينت وجوه اصحابها لتعلن أن هؤلاء قد ورثوا عنه طيبة القلب ووداعة الحمام .
لقد كانت الدموع هى الرفيق الأول للمرأة الخاطئة عند قدمي السيد فى بيت الفريسى........وحملت تلك الدموع أعظم هدية للسيد أنها الحب ... وحملت للمرأة فى ذات الوقت أعظم فرحة بقول السيد : أن أيمانك خلصك فأذهبي بسلام.
.......يا صاح
أن أتت الدموع من شعورك بعدم قدرتك أو استحقاقك فهذا الوقت الذى اختاره الرب ليصنع بك عجائب.
وان أتت من قلبك التائب فهي مفتاح الدخول لاحضان الله الغافرة .
وان أتت من قلبك الكسير فقد آتى ليشفى منكسرى القلب .
وان أتت مع عطاءك المستتر أو المرفوض ... فأنت حبيب الله الذى يتباهى بعملك الآن أمام ملائكة السماء .
وان أتت من عيونك الوديعة فها هو الرب القوى الجبار والمنتصر فى الحروب يقف دامعاً معك وقائلاً :

"حولي عنى عينيك فأنهما قد غلبتاني " نش 5:6

... وقديماً قال مار اسحق :
"إيه آيها الإلهي ‍‍‍‍‍‍! لقد سلبت منهم كل شئ حتى ذواتهم فلم يشعروا انهم أحياء بل أن المسيح هو الحي فيهم ... هؤلاء سكروا بالحب ولما سمعوه يقول طوبى للباكين الآن لم يكفوا عن البكاء .