طعنها هذا الفارس العجيب
صفحة 1 من اصل 1
طعنها هذا الفارس العجيب
جاءني خادم الكنيسة ( الفراش ) ، وكنت سا عتها في حجرة المعمودية، أتمم السر المقدس لأحد الأطفال، وقال لي إن سيدة بالباب
هي ووالدتها تطلب أن تراك، قلت له حالما أنتهي من العماد ... أدخلهما إلى هنا .
دخلت السيدة ووالدتها ... مرتعدتين في خوف وحذر و سلمتا على، أدركت للحال أنهما غريبتان عن الكنيسة وربما كانت هذه أول مرة تتقابلان مع كاهن، أو لعلهما لم يدخلا كنيسة من قبل . فرحبت بهما مهدئًا من روعهما ... وأذنت لها بالجلوس ... وقلت : " كيف أستطيع أن أخدمكما؟ " فلما هدأت الشابة، وهي على ما يبدو في قرابة الثلاثين من عمرها ... بدأت تقص على قصة غريبة ... قالت : " نحن كما ترى غير مسيحيين ولكننا من أسرة متدينة محافظة، ونعيش في سلام مع جيراننا ومنهم أسرة مسيحية تربطنا بها أواصر محبة ... وقد صحبتنا السيدة جارتنا المسيحية إلى هنا وأدخلتنا لإننا لا عهد لنا بدخول الكنيسة ... بل أن هذ ه هي أول مرة نتحدث إلى قسيس . فقالت السيدة الشابة : " منذ شبابي المبكر وأنا أحب سانت تريز، لقد سمعت عنها في المدرسة
وأطَلعت على سيرتها فأحببت فيها الرقة في المشاعر، واحتمال المرض والشكر عليه، وأحسست أن حياتها الهادئة الوادعة هي أفضل حياة، ولست أدري كيف صارت كأنها صديقتي، أتكلم معها و أحبها وازدادت علاقتي بها، فأحببت كل ما أحبت في حياتها وتمنيت لو أحيا على مثالها
ومنذ سنوات تقدم لخطبتي شاب متدين من أسرة معروفة لنا، ويشغل وظيفة محترمة ويواظب على فروض الصلاة في مواعيدها، ويصوم الشهر المعظم ... ويؤدي كل الفروض المفروضة علينا في ديننا، وهو رجلم ملتحٍ وعلى خلق طيب محترم من جميع الناس . وتمت خطبتي اليه ... ثم ارتبطنا بالزواج ... ومن الأمور التي لا أنساها أنه قبل ز فافي بيوم وا حد ... رأيت في رؤ يا الليل أن سانت تريز تقدم لي با قة من الورود ... وكم فرحت بها وأحسست بإحساس غامر من الفرح ... لم يكن شيء يفرحني في يوم زفافي أكثر مما فرحت بهذه الهدية وكأنها تبارك حياتي ."
قلت لها : " شيء جميل ... إن القديسين وهم في السماء، يحسون بالذين يرتبطون بهم على الأرض . " ثم استمرت قد تكميل قصتها فطفقت تقول : " سارت حياتى هادئة طبيعية لا يعكر صفوها سوى حلم مزعج كا ن يتكرر على مدى سنة كاملة بين الحين والآخر . " قلت لها : " وما هو؟ . " قالت : " كنت أرى وكأن شخصًا غريبًا مزعجًا جدًا وشكله قبيح للغاية، شرس وكأنه بلا رحمة ... كان يطارد ني وكأنه يريد أن يعتدي على ... وكنت أفزع منه أيما فزع . وكنت يوم أن
احلم هذا الحلم المزعج، أقوم من نومي منهكة القوى مشتتة الذهن وكأني كنت مريضة فلا أكاد أضبط قوة . وكان زوجي يسألني عن حالي، فكنت أقص له هذا الأمر فكان مرة يهوَن على ومرة أخرى يسخر مني ، ومرة نذهب إلى أحد المشايخ وأصحاب المعرفة فكان كل منهم يقول
كلامًا ... أما و اقع الأمر فبقى كما هو ... فأزداد اضطرابي بل كنت أكره النوم خشية ما أعانيه أثناء أحلامي هذه . وبالأمس ... نمت في حوالي العاشرة والنصف مساء ... وفي نصف الليل تكرر هذا الكابوس المزعج ... طاردني الشبح المخيف ... ويا للهول ... لقد لحق بي وطرحني أرضًا ووقع على ... شعرت للحظتها أن ظلمة كثيفة غشيتني، بل وقعت الظلمة في د اخلي، كدت أموت، لم أكن أقدر على التنفس من شدة الخوف والألم والظلمة معًا . ولكن كنت بما بقى في من قدرة هزيلة
وصوت خافت كأنه من بئر سحيق ... كنت أقول : " يارب خلصني ... يارب نجني ." وللحال ... سمعت جلبة قوية ... كأرجل حصان يركض ... حتى اقترب مني وأنا ملقاه في حالتي هذ ه ... فتحت عيني في خو ف فرأيت منظرًا من نور ... إنسانًا راكبًا جوادًا وممسكًا بحربةٍ في يده، وجهه
جميل من ير، ومنظره كله بهاء . حتى حصانه كأنه منير ... ثم صار صوت من راكب الفرس، وإذا هو ينتهر الظلمة التي في داخلي ... أن أخرج منها ... فجاوبه بجفاء أن لا، وحدثت مجادلة صعبة، وأنا اسمع بخوف ورعب وفزع شديد . فلما دام عناد الشبح الذي ربض داخلي كظلمة ...
بادر راكب الفرس بطعنة من حربته بقوة فائقة، جاءت الطعنة في صدري ... ونفذت الحربة من ظهري ... وفي الحال، في سرعة البرق، انقشعت الظلمة من نفسي تمامًا وحل بي نور وسلام وهدو ء عجيب. أفقت في لحظتها ... فلما فتحت عيني وجدت زوجي جالسًا على السرير
في حالة من الهلع والرعب . قلت له : " مالك جالس هكذا؟ " قال : " هل أنت بخير؟ "... قلت له : "الحمد لله أنا بخير ." فجلست وقصصت عليه ما حدث لي تمامًا وأنا متأثرة غاية التأثر، فقال : "هوني على نفسك، ودعك من هـذه التخاريف ." وحاولت جاهدة أن أعرف ما الذي أيقظه أو ماذا رأى أوماذا سمع؟ فلم يجبني بكلمة .
وفي الصباح قمت فرحة سعيدة، وعندما كنت أبدل ملابسي، وجدت ملابسي الداخلية ملطخة بالدم " وأخرجت ملابسها من كيس بيدها ... وإذا دائرة من أمام ومن الخلف أثر الحربة التي طعنها هذا الفارس العجيب .
سألتها و قد أصابتني دهشة غامرة : " هل تعرفي البطل مارجرجس؟ قالت : " لا " ، قلت لها : "تعالي ورائي ." وذهبت بها إلى حيث "
أيقونة الشهيد العظيم مارجرجس، فلما رأت الأيقونة هتفت بصوت صراخ : " هو هو " لجلست أتكلم معها عن سيرة أمير الشهداء ... وهى تصغى ، و قد اشرق وجهها متهللاً وقلت لها : " رغم عدم معرفتك بمارجرجس، وكونك لم تدعيه أو تطلبيه للمعونة ... ولكنك عندما طلبت
إلى الله قائلة يارب خلصني، يارب نجني ... فإن الله تبارك أسمه يستجيب في الحال، فأرسل إليك أحد رجاله القديسين، وهو قوي وسريع في المعونة وقاهر للشياطين . " إن مارجرجس فارس شجاع، ولما كان على الأرض، كان حصانه مشهورًا بالإقدام والشجاعة، فلما صار شهيدًا
للمسيح في السماء أصبح حصانه المنير الذي رأيته تعبيرًا عن قوة الله،
أما الحربة التي يمسكها فهي ليست مادية، بل هي الصليب المقد س
العلامة التي تخيف الشياطين و تكسر شوكتهم . " ثم علمتها كيف ترشم
الصليب المقدس وتتعلق به وقد صارت هذه بداية عجيبة لقصة حياة
أعجب، ابتدأتها القديسة تريزا بصداقة بسيطة وأكملها البطل الشجاع
امير الشهداء بحربته القوية، صلاته تشملنا وتحرسنا وتحر س أولادنا ...
آمين
هي ووالدتها تطلب أن تراك، قلت له حالما أنتهي من العماد ... أدخلهما إلى هنا .
دخلت السيدة ووالدتها ... مرتعدتين في خوف وحذر و سلمتا على، أدركت للحال أنهما غريبتان عن الكنيسة وربما كانت هذه أول مرة تتقابلان مع كاهن، أو لعلهما لم يدخلا كنيسة من قبل . فرحبت بهما مهدئًا من روعهما ... وأذنت لها بالجلوس ... وقلت : " كيف أستطيع أن أخدمكما؟ " فلما هدأت الشابة، وهي على ما يبدو في قرابة الثلاثين من عمرها ... بدأت تقص على قصة غريبة ... قالت : " نحن كما ترى غير مسيحيين ولكننا من أسرة متدينة محافظة، ونعيش في سلام مع جيراننا ومنهم أسرة مسيحية تربطنا بها أواصر محبة ... وقد صحبتنا السيدة جارتنا المسيحية إلى هنا وأدخلتنا لإننا لا عهد لنا بدخول الكنيسة ... بل أن هذ ه هي أول مرة نتحدث إلى قسيس . فقالت السيدة الشابة : " منذ شبابي المبكر وأنا أحب سانت تريز، لقد سمعت عنها في المدرسة
وأطَلعت على سيرتها فأحببت فيها الرقة في المشاعر، واحتمال المرض والشكر عليه، وأحسست أن حياتها الهادئة الوادعة هي أفضل حياة، ولست أدري كيف صارت كأنها صديقتي، أتكلم معها و أحبها وازدادت علاقتي بها، فأحببت كل ما أحبت في حياتها وتمنيت لو أحيا على مثالها
ومنذ سنوات تقدم لخطبتي شاب متدين من أسرة معروفة لنا، ويشغل وظيفة محترمة ويواظب على فروض الصلاة في مواعيدها، ويصوم الشهر المعظم ... ويؤدي كل الفروض المفروضة علينا في ديننا، وهو رجلم ملتحٍ وعلى خلق طيب محترم من جميع الناس . وتمت خطبتي اليه ... ثم ارتبطنا بالزواج ... ومن الأمور التي لا أنساها أنه قبل ز فافي بيوم وا حد ... رأيت في رؤ يا الليل أن سانت تريز تقدم لي با قة من الورود ... وكم فرحت بها وأحسست بإحساس غامر من الفرح ... لم يكن شيء يفرحني في يوم زفافي أكثر مما فرحت بهذه الهدية وكأنها تبارك حياتي ."
قلت لها : " شيء جميل ... إن القديسين وهم في السماء، يحسون بالذين يرتبطون بهم على الأرض . " ثم استمرت قد تكميل قصتها فطفقت تقول : " سارت حياتى هادئة طبيعية لا يعكر صفوها سوى حلم مزعج كا ن يتكرر على مدى سنة كاملة بين الحين والآخر . " قلت لها : " وما هو؟ . " قالت : " كنت أرى وكأن شخصًا غريبًا مزعجًا جدًا وشكله قبيح للغاية، شرس وكأنه بلا رحمة ... كان يطارد ني وكأنه يريد أن يعتدي على ... وكنت أفزع منه أيما فزع . وكنت يوم أن
احلم هذا الحلم المزعج، أقوم من نومي منهكة القوى مشتتة الذهن وكأني كنت مريضة فلا أكاد أضبط قوة . وكان زوجي يسألني عن حالي، فكنت أقص له هذا الأمر فكان مرة يهوَن على ومرة أخرى يسخر مني ، ومرة نذهب إلى أحد المشايخ وأصحاب المعرفة فكان كل منهم يقول
كلامًا ... أما و اقع الأمر فبقى كما هو ... فأزداد اضطرابي بل كنت أكره النوم خشية ما أعانيه أثناء أحلامي هذه . وبالأمس ... نمت في حوالي العاشرة والنصف مساء ... وفي نصف الليل تكرر هذا الكابوس المزعج ... طاردني الشبح المخيف ... ويا للهول ... لقد لحق بي وطرحني أرضًا ووقع على ... شعرت للحظتها أن ظلمة كثيفة غشيتني، بل وقعت الظلمة في د اخلي، كدت أموت، لم أكن أقدر على التنفس من شدة الخوف والألم والظلمة معًا . ولكن كنت بما بقى في من قدرة هزيلة
وصوت خافت كأنه من بئر سحيق ... كنت أقول : " يارب خلصني ... يارب نجني ." وللحال ... سمعت جلبة قوية ... كأرجل حصان يركض ... حتى اقترب مني وأنا ملقاه في حالتي هذ ه ... فتحت عيني في خو ف فرأيت منظرًا من نور ... إنسانًا راكبًا جوادًا وممسكًا بحربةٍ في يده، وجهه
جميل من ير، ومنظره كله بهاء . حتى حصانه كأنه منير ... ثم صار صوت من راكب الفرس، وإذا هو ينتهر الظلمة التي في داخلي ... أن أخرج منها ... فجاوبه بجفاء أن لا، وحدثت مجادلة صعبة، وأنا اسمع بخوف ورعب وفزع شديد . فلما دام عناد الشبح الذي ربض داخلي كظلمة ...
بادر راكب الفرس بطعنة من حربته بقوة فائقة، جاءت الطعنة في صدري ... ونفذت الحربة من ظهري ... وفي الحال، في سرعة البرق، انقشعت الظلمة من نفسي تمامًا وحل بي نور وسلام وهدو ء عجيب. أفقت في لحظتها ... فلما فتحت عيني وجدت زوجي جالسًا على السرير
في حالة من الهلع والرعب . قلت له : " مالك جالس هكذا؟ " قال : " هل أنت بخير؟ "... قلت له : "الحمد لله أنا بخير ." فجلست وقصصت عليه ما حدث لي تمامًا وأنا متأثرة غاية التأثر، فقال : "هوني على نفسك، ودعك من هـذه التخاريف ." وحاولت جاهدة أن أعرف ما الذي أيقظه أو ماذا رأى أوماذا سمع؟ فلم يجبني بكلمة .
وفي الصباح قمت فرحة سعيدة، وعندما كنت أبدل ملابسي، وجدت ملابسي الداخلية ملطخة بالدم " وأخرجت ملابسها من كيس بيدها ... وإذا دائرة من أمام ومن الخلف أثر الحربة التي طعنها هذا الفارس العجيب .
سألتها و قد أصابتني دهشة غامرة : " هل تعرفي البطل مارجرجس؟ قالت : " لا " ، قلت لها : "تعالي ورائي ." وذهبت بها إلى حيث "
أيقونة الشهيد العظيم مارجرجس، فلما رأت الأيقونة هتفت بصوت صراخ : " هو هو " لجلست أتكلم معها عن سيرة أمير الشهداء ... وهى تصغى ، و قد اشرق وجهها متهللاً وقلت لها : " رغم عدم معرفتك بمارجرجس، وكونك لم تدعيه أو تطلبيه للمعونة ... ولكنك عندما طلبت
إلى الله قائلة يارب خلصني، يارب نجني ... فإن الله تبارك أسمه يستجيب في الحال، فأرسل إليك أحد رجاله القديسين، وهو قوي وسريع في المعونة وقاهر للشياطين . " إن مارجرجس فارس شجاع، ولما كان على الأرض، كان حصانه مشهورًا بالإقدام والشجاعة، فلما صار شهيدًا
للمسيح في السماء أصبح حصانه المنير الذي رأيته تعبيرًا عن قوة الله،
أما الحربة التي يمسكها فهي ليست مادية، بل هي الصليب المقد س
العلامة التي تخيف الشياطين و تكسر شوكتهم . " ثم علمتها كيف ترشم
الصليب المقدس وتتعلق به وقد صارت هذه بداية عجيبة لقصة حياة
أعجب، ابتدأتها القديسة تريزا بصداقة بسيطة وأكملها البطل الشجاع
امير الشهداء بحربته القوية، صلاته تشملنا وتحرسنا وتحر س أولادنا ...
آمين
ابو ماضى- مراقب عام المنتدى
- عدد المساهمات : 440
تاريخ التسجيل : 23/05/2010
العمر : 51
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى